خصوصية ذبح الديك الأردني

المدينة نيوز - في الأخبار الخفيفة التي تنشرها الصحف، ورد منذ يومين خبراً عن رجل من فيتنام أحرق زوجته بسبب مسؤوليتها عن اختفاء ديك كان يملكه ويشارك به في مباريات صراع الديكة المشهورة في بلدان كثيرة في آسيا. ومن المرجح أن الزوجة المسكينة ذبحت الديك وأطعمته لأطفالها في غياب الزوج.
ذكرني موقف الفقير الفيتنامي هذا، بوجود مرتبة وطنية أردنية للفقر تعتمد على الديك، إنها على وجه الدقة مرتبة فلاحية ريفية للفقر، ففي قرانا كان يقال عن الفقراء فقراً صعباً أنهم "يطحنون على الديك"، بمعنى أنهم يستخدمون الديك لنقل "طحنتهم" الى المطحنة، وفي ذلك إشارة الى ضآلة حجم تلك الطحنة.
غير أن رفيقنا المرحوم فندي الزعبي الذي افتقدناه كساخر متطوع "غير مصنف"، فكر ذات يوم بأن هناك مرتبة أدنى من الفقر، عندما أعلن أنه يعرف أسراً "أكلت الديك الذي تطحن عليه".
في سياق آخر، كان الدكتور رمزي زكي، وهو مفكر اقتصادي مصري أمضى عمره في مواجهة وتفنيد فلسفة برامج التصحيح وأفكار الصندوق والبنك الدوليين، قد شبّه الخصخصة بحالة من يذبح عنزة يملكها بهدف تناول اللحم لمرة واحدة، بينما كان يشرب من حليبها يومياً.
توفي الدكتور رمزي زكي كما توفي قبله فندي الزعبي قبل أن يتعرفا على التجربة الأردنية حيث تم ذبح العنزة والديك ولكن من دون ان يتمكن الناس الأردنيون من تناول اللحم، ولو لمرة واحدة.
(العرب اليوم )