إسكان الأسر العفيفة:نبل المقصد وسوء التنفيذ!

المدينة نيوز - مبادرة الملك لرعاية الاسر الفقيرة وتأمينهم بالسكن الملائم، مبادرة في غاية النبل، فقد أصدر جلالته لدراسة وإقامة تجمعات سكنية في المحافظات لأولئك الذين لا يملكون منازل خاصة بهم، لضعف أحوالهم المادية، إذ إن هناك العديد منهم يسكنون بيوت الشعر والبراكيات والكهوف والمساكن البسيطة غير الصحية، حيث قامت لجنة الديوان الملكي المكلفة بدراسة الموضوع من جوانبه كافة بزيارة المحافظات واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتنفيذ المكرمة الملكية.
وبالاعتماد على مجموعة من الأسس، كتحديد المواقع الأشد فقراً وتحديد الاسر المستهدفة وتحضير كشوفات مفصلة بهم وبأحوالهم الاجتماعية، ووضع أولويات بالمواقع لكل محافظة، والتعرف الشخصي والاستطلاع الميداني للعائلات المحتاجة بحضور المحافظين، ومن ثم تم تنفيذ المشاريع بإشراف المحافظين ومدراء الأشغال وبدعم كافة الوزارات والمؤسسات المعنية عبر عطاءات المشاريع من قبل مدراء الأشغال وبطريقة المصانعة كل ضمن اختصاصه، كما تم تخصيص الأراضي المقترحة والمطلوبة لإنشاء التجمعات السكانية باسم وزارة التنمية الاجتماعية الى أن يتم نقل الملكية للمستفيدين شريطة عدم المتاجرة بها، وهكذا، انتشرت هذه التجمعات في مناطق مختلفة من أنحاء المملكة..
المهم في الموضوع، أن هذا المشروع النبيل بأهدافه، شابه الكثير من العيوب عند التنفيذ، كما هو شأن كل أو جل الأفكار النبيلة، التي تبدأ في غاية الجمال، حتى إذا نزلت إلى الأرض، تمرغت بالتراب، للأسف!.
لقد كشفت الامطار الاخيرة عددا من العيوب الانشائية في مساكن الأسر العفيفة حيث تلقيت جملة من الشكاوى بهذا الخصوص، وقال بعضهم أنهم بدأوا يفكرون بالرحيل واستخدام الخيام بدلا من سكنهم الحالي الذي اصبح غير آمن وغير ملائم صحيا، حيث الرطوبة العالية والدلف في الجدران وأسطح المنازل والشبابيك، وبدأت تنبعث منها روائح كريهة وتلحق الاضرار الكبيرة بأثاث منازلهم نتيجة الدلف!.
تقول إحدى المواطنات اللواتي يسكن في اسكان المكرمة الملكية/ جرش سوف: نعاني من نقص كبير في جميع الخدمات، الماء يدخل علينا من الأبواب والشبابيك، كما نعاني من الرطوبة الزائدة في جميع انحاء المنزل. مما ادى الى اصابة الأطفال بأمراض مثل الربو والتهاب القصبات الحاد وغير ذلك، ولا نستطيع ان نؤمن الدواء او الغذاء لسد احتياجاتنا بشكل طبيعي يساعدنا على تخطي ازمات الحياة اليومية، وأنا زوجة رجل يشكو من كسر في جمجمة الرأس. مما يصيبه بكثير من التشنجات وهو نائم، وتضيف: نحن نتقاضى راتبا من التنمية الاجتماعية مقداره 180 دينارا ولا يوجد لنا أي دخل آخر، علما بأن لدي أربعة أطفال وابنة في المدرسة وابنة في سن الروضة، ولا أستطيع ان ادخلها للدراسة، نسكن في قمة جبل (منفين ) لا احد يعلم بأحوالنا سوى الله تعالى و يوجد عندي طفل عمره اربعة شهور يشكو من التهاب حاد في صدره و ظهره بسبب الرطوبة ولا أستطيع أن اقوم بعلاجه!
تتكرر الشكوى تقريبا في جميع مشروعات الأسر العفيفة، من حيث سوء المصنعية، وسوء الأحوال المعيشية وقلة أو ندرة الخدمات، وبعد المدارس والأسواق!.
مطالب هؤلاء تتركز على صيانة منازلهم وترميمها لعدم قدرتهم على اجراء الصيانة كونهم يعيلون أسرا كبيرة ولا يوجد لهم مصادر رزق غير الرواتب الشهرية التي تصرف لهم من صندوق المعونة الوطنية والتي تم تقليصها مؤخرا من قبل مديرية التنمية الاجتماعية!.
(الدستور)