القمة (23) العربية..ما الجديد؟

المدينة نيوز - رغم أن الرقم (23) قد لا يبدو مريحاً الا أن القمة العربية كما بدأ من النوايا العربية المعلنة ستعقد في موعدها آخر الشهر وفي بغداد صاحبة الدور وفي المنطقة الخضراء حين تتوفر الحماية المكلفة وانعقاد القمة في حد ذاته رسالة للداخل العراقي والخارج العربي والدولي ومحاولة للمساهمة في استقرار العراق ونقله مرحلة أخرى للأمام وللخروج من حالته..
أمام فكرة انعقاد القمة في بغداد تلتقي مصالح قوى عديدة عراقية واقليمية متنافرة ترى في انعقاد القمة مصلحة لها..فإيران تريد انعقاد القمة لصالح المالكي ومن يحكم باسمهم..والولايات المتحدة تريد أن ترى نور القمة في النفق العراقي لتقول ان تجربتها في العراق تنجح والسوريون وان غابوا يريدون قمة بغداد لان العراق يوالي نظامهم ويحرص ما استطاع على عدم ادانتهم وفي أسوأ الاوضاع يقيم توازناً..ودول الخليج تريد القمة أن تنجح لتوصل رسائلها وتأمن جواراً عراقياً جديداً تطمع أن يكون أكثر اقتراباً منهم وابعد عن التأثير الايراني وما يعنيه ذلك..وهذا الحرص تبديه الكويت أكثر من غيرها في المنظومة الخليجية اذ تعبر عن حضورها بأعلى المستويات في حين قد يكون التمثيل العربي في معظمه على مستوى وزراء الخارجية أو رؤساء البرلمانات أو مجالس الاعيان أو ما يعادله أو حتى السفراء المقيمين في بغداد أو المرسلين لهذه المهمة..
منذ الان وقبل ذلك بدأت دول عربية عديدة تعيد تأهيل سفاراتها في بغداد اما بإعادة السفراء أو تفعيل السفارات أو انتداب سفراء لها قريبين من بغداد لادارة مصالحها أو لتمثيل غير مقيم وهذا ما فعلته دول خليجية كالمملكة العربية السعودية التي سترعى سفارتها في الأردن مصالحها في بغداد وكذلك سلطنة عمان التي سيكون سفيرها في عمان سفيراً في بغداد غير مقيم..
هذه القمة (23) اختبار جديد لمؤسسة القمة العربية في عهد جديد هو الربيع العربي حيث بدأ تأثير الرأي العام والشارع العربي يلمس لدى الكثير من القيادات العربية التي تأخذ الان مواقف الشارع العربي بعين الاعتبار..
على جدول اعمال القمة تحضر المسألة السورية بقوة وستحضر أيضاً قضايا ساخنة كاليمن بعد عبد الله صالح ونجاح المبادرة الخليجية في صناعة حالة يمنية ما زالت موقع جدل ويراها البعض تصلح للانسحاب على سوريا حين تبدأ المعارضة والنظام يشعران انهما لم يعودا قادرين على استمرار الاشتباك أو حسم الصراع كل لصالحه..
وعلى الجدول ايضاً قضية السودان بعد انفصال الجنوب وقيام دولة جديدة وكيف يمكن وقف الصراع الذي ما زال شبحه قائماً..وكذلك الوضع الليبي ومدى جدية طرح الفيدرالية في ليبيا بديلاً والموقف العربي من ذلك واين ستكون القضية الفلسطينية من جدول الاعمال وخاصة مستقبل القدس الذي بحثته ندوة الدوحة قبل وقت قصير..والوضع العربي من خلال الربيع العربي وما اذا كانت تداعيات هذا الربيع يمكن رصدها واحتسابها ومساعدة بعض الدول لجعل ربيعها لطيفاًَ اذا ما كان ذلك ممكناً بالمساعدات او طرح أفكار اصلاحية مساعدة..
قمة بغداد اختيار للعرب بعد الربيع العربي وكيفية تفكير قادتهم الجدد والقدامى حيث يلتقون واختيار بغداد التي تشهد اول قمة عربية فيها بعد قمة عام 1990 في عهد الراحل الرئيس صدام حسين..
القادة العرب سيكونون على الهواء امام شعوبهم التي بدأت تطرح اسئلة وتنتظر اجابات وما كان مسكوتاً عنه ومؤجلاً لم يعد كذلك في العديد من البلدان العربية سواء التي خاضت الربيع وتغيرت أو التي ما زالت تخوضه واصلحت أو تلك التي ما زالت تنتظر..
هذه قمة انتقالية وقد تكون مفصلية لجهة متغيرات كبيرة سواء في التناول الرسمي العربي للقضايا او في تاثير الرأي العام العربي في الشارع على القرارات وهي قمة يحضرها قادة جدد وتغيب عنها رئاسة مصرية ما زالت برسم الانتخابات القادمة..وتغيب كذلك سوريا التي ربما تحاكمها القمة بشكل اصعب مما لو حضرت!
(الراي)