مؤامرة على أهل السنة العرب

المدينة نيوز - ما يجري من مؤامرة ليس على الجماعات المذهبية والقومية الاخرى, بل على اهل السنة العرب اولا وقبل كل شيء, فالاغلبية المذهبية والقومية دائما هي المستهدفة لانها صمام امان الوحدة المركزية المنشودة.
وكانت البروفة الاولى لهذا الاستهداف لبنان, كما هي لبنان عند اوساط اقليمية ودولية تتعامل معها كمختبر تجارب وبريد للرسائل السياسية.
فقد كان اهل السنة في ذلك البلد حاضنة المشروع القومي العربي لجمال عبدالناصر.
وكان السني (يولد ناصريا) وعلى صخرة هذه الحاضنة تحطمت مؤامرات المستعمرين والرجعية العربية... ولذلك تم استهدافها باشكال عديدة الى ان نجحت الاوساط الاستعمارية والرجعية في اختراق هذه الحاضنة لصالح اعداء الناصرية من الرجعية النفطية وجماعتها في لبنان وتم تحويل اوساط من السنة من رافعة للمشروع القومي الى ظاهرة طائفية باجندة معادية للامة..
وكما قلنا لم يقتصر المشروع على لبنان, بل صار حالة قابلة للتعميم واخطر ما في ذلك انه يترافق مع سيناريوهات واضحة كل الوضوح لاخراج العرب من التاريخ وتقسيم الشرق العربي طائفيا ومذهبيا بين العدو الصهيوني وبين السلاجقة العثمانيين الجدد (كانتونات اسرائيلية وولايات عثمانية).
وليس بلا معنى خطف وسرقة الاحتجاجات الشعبية العربية في كل مكان وازاحتها او تحويلها تحت الهلال العثماني الذي عاد الى العلم الليبي بعد سقوط طرابلس بيد ثوار الناتو, والذي استعاد (فحواه) في العلم التونسي ولا يستبعد ان يعود الى العلم المصري القديم.. مما يؤشر على اننا امام (ربيع هلالي) عثماني..
ووجه الغرابة هنا, ان الاسلام التركي نفسه متطفل على اهل السنة, فهو خليط من الدروشة والتكايا الصوفية الخاصة..
وبالمحصلة فان ما يريده المستعمرون الجدد والرجعيون هو تفريغ اهل السنة من الخطاب القومي العربي التحرري كما اسسه وكرسه جمال عبدالناصر وتحويله الى خطاب طائفي هدام مشبع بالكراهية للطوائف والمذاهب الاخرى بعد ان كان خطابا موحدا وتحرريا ومقاوما..
ولا بديل لكل الغيورين والشرفاء والاحرار من اهل السنة من استعادة البعد القومي التقدمي في مواجهة الامبرياليين من امريكان وفرنسيين وانجليز, وفي مواجهة العثمانية الجديدة والرجعية العربية, والعدو الصهيوني, ولا التحالف معهم بذرائع ومسميات مشبوهة.(العرب اليوم )