تنسيق المعارضة: اللعبة انتهت

المدينة نيوز - لا يلام طرف بعينه على قرب انفراط علاقة التنسيق بين أحزاب المعارضة. وعلينا أن ننتبه أولاً, أن هذا التنسيق ورغم أنه من الناحية الشكلية يجري بين عدد كبير من الأحزاب, إلا أنه في الواقع كان يتحدد في فريقين: الاسلاميين من جهة وباقي الأحزاب التي تجمعها صفات مثل يساري وقومي وديمقراطي, من جهة أخرى. وفي زمن محدود جرى تنسيق استثنائي خاص بين الاسلاميين والوحدة الشعبية.
اليوم يبدو أن التنسيق قد استنفد أغراضه بعد 17 عاماً قضاها في أعمال البر والتقوى "السياسية" كالمسيرات والاعتصامات والبيانات والتصريحات الى جانب شتى عمليات الاختفاء وراء التنسيق واتخاذه مبرراً في بعض الحالات.
الاسلاميون الذين كانوا خلال أغلب الفترة الماضية يتعرضون لغضب السلطات أكثر من غيرهم, وجدوا في التنسيق مجالاً للتخلص من حرج بعض المواقف عبر توزيع الذنْب على الجميع, وبالمقابل كانت باقي الأحزاب تستفيد من العلاقة مع "الحزب الأكبر" وتشعر أن لها حصة في التأثير, كما تمكن قياديوها من التمتع بصلاحيات الناطق الاعلامي باسم أحزاب المعارضة الذي كان يتبدل دورياً كل ثلاثة شهور. وبالطبع في هذه الأثناء حرص الاسلاميون على حق الانفراد بما يختارونه من مواقف وذلك حسبما تقتضيه المصلحة التنظيمية.
في السنتين الأخيرتين, ظهرت لجنة التنسيق عاجزة بالمجمل عن الفعل وذلك بالتزامن مع دخول اوساط جديدة شابة الى العمل السياسي الشعبي, وفي أوساط الشباب هؤلاء, بمن فيهم شباب أحزاب المعارضة ذاتها, يجرى رفض صيغ التنسيق الوقورة المتبعة, والبحث عن صيغ ووسائل جديدة.
على ذلك لا يوجد ما يدعو الى تبادل الاتهامات.. فببساطة: اللعبة انتهت.
(العرب اليوم )