توفيق ابو الهدى في كتاب

المدينة نيوز - من اكثر رؤساء الحكومات الاردنية التباسا وتعقيدا وغموضا, توفيق ابو الهدى وهو ما اكدته الدكتورة سهيلا سليمان الشلبي في كتابها (دور توفيق ابو الهدى في السياسة الاردنية) وقد لفت انتباهي اليه الصديق جمال غرايبة.
نعرف من الكتاب ان توفيق ابو الهدى (التاجي الفاروقي) من مواليد (عكا) بدأ ضابطا في الجيش العثماني وعاش مع التهابات في الدماغ والمثانة سنوات صعبة وحتى لحظة انتحاره كما يقول الكتاب في تموز 1956 (اخرون يشككون في ذلك ). اما حياته السياسية في الاردن فبدأت مع رضا الركابي ثم في دائرة تسجيل الاراضي ثم سكرتيرا للحكومة ثم رئيسا لها مرات عديدة بين الاعوام 1938-.1955
وقد اهلته (مواقفه) كسكرتير للحكومة لمهامه التالية. فخلال تلك الفترة لعب دورا في تمرير اخطر السياسات البريطانية في الاردن ومنها: معاهدة ,1928 ومشروع روتنبرغ, والفتنة المذهبية, ومحاولة إقناع القيادة الفلسطينية بأول مشروع لتقسيم فلسطين 1936 (مشروع بيل), وزج الاردن ضد ثورة رشيد الكيلاني في العراق.
وواصل خدمة السياسة البريطانية بعد ان كلف بتشكيل الحكومة اكثر من مرة, خاصة اتفاقه مع بيفن الذي اسس عمليا لمقررات اريحا, وكذلك اتفاقية ردوس 1949 التي خسر العرب بموجبها ما عرف باراضي المثلث.
ويلاحظ من مجمل مواقف وعلاقات ابو الهدى تشابك وتناقض هذه المواقف والعلاقات ومنها:
1- علاقة قوية مع الانجليز لا يقابلها دائما علاقات قوية مع الوكالة اليهودية, واختراقاتها (ملف الاراضي الاردنية مثلا)
2- دوره في اتفاقية بيفن, وفي الوقت نفسه تردده في (اعلان وحدة الضفتين).
3- رغم علاقته القوية مع الانجليز ثم الامريكان الا انه عارض حلف بغداد, حيث ترد بعض الروايات ذلك الى الموقف السعودي.
4- علاقاته الفاترة مع العراق وانصار الاتحاد الاردني- العراقي الهاشمي انذاك, مقابل علاقاته القوية مع السعودية.
5- بالاضافة لحملته على الشيوعيين والبعث فقد كان خصومه من داخل الحكم يمثلون طيفا واسعا, عكستها الحرب الاعلامية بين صحيفة خصومه (الصريح) وصحيفة النضال (المفلح والطراونة) وكان مدعوما من فلاح المدادحة وانور نسيبه ومحمد منور الحديد وحمد بن جازي وكامل عريقات مقابل خصومات اخرى له مع هزاع المجالي ووصفي التل وفوزي الملقي.
ويحفل الكتاب, عموما, بمتابعات وملاحق موثقة للحياة التشريعية والاعلامية والانتهاكات الواسعة لها في عهد حكومات ابو الهدى.. ومما له دلالة راهنة ان نعرف حجم الاحتجاجات الشعبية على الانتهاكات في المجال الاعلامي مثلا, ومن ذلك برقيات احتجاج على تعطيل مجلة الفجر الجديد 1951 من جماعة انصار السلم الاردنية, والطلبة الاردنيين في الجامعة الامريكية, وبرقية ثانية من جورج حبش احتجاجا على منع صحيفته (الرأي) من الصدور عام ,1954 وبرقية ثالثة من قرية حواره في اربد وعائلة الغرايبة احتجاجا على اغلاق عدة صحف انذاك...
(العرب اليوم )