الحكومة تفقد زمام "الهوبرة"

المدينة نيوز - يفيد تاريخ "الهوبرة" في البلد بأن ممارستها كانت مقتصرة على القلة كي لا نقول النخبة, فإلى زمن قريب, لم يكن بمقدور الفرد العادي أن "يهوبر" فضلاً عن أن يتحول الى "هوبرجي" محترف. هذا على المستوى الاجتماعي للأفراد.
على المستوى السياسي, تتطلب الممارسة الواسعة ل¯"الهوبرة" توفر قدر معتبر من الديمقراطية, ودعونا قبل مغادرة هذه الفكرة, ندقق في المفهوم كي لا نسهم في المزيد من الالتباس, ف¯"الهوبرة" قد تمارس في غياب الديمقراطية, لكنها في هذه الحالة لا تكون موجهة نحو العموم, باستثناء ذلك الصنف الخاص منها الذي كانت تمارسه السلطات عند الحاجة. بالمقابل كانت تتوفر أصناف من "الهوبرة" السياسية غير الحكومية التي تستهدف جمهوراً محدداً, وعلى سبيل المثال, كانت الأحزاب السياسية غير العلنية تمارس فيما بينها قدراً من "الهوبرة", وخاصة في الحالات التي كانت تشعر فيها ببعض القوة والنفوذ, غير أن هوبرتها لم تكن تصمد خارج هذا النطاق.
اليوم وفي ظل تطور وسائل وأدوات الاتصال, هناك ميدان لا حدود له لممارسة "الهوبرة", وقد استطاع القطاع الأهلي التفوق على الحكومة بكافة أجهزتها, التي أخذت تضطر لتوجيه جزء من نشاطها نحو صد عمليات "الهوبرة" الجارية, واليوم تسود قاعدة: "قل لي ماذا تهوبر أقل لك من أنت" مجمل النشاط العام في البلد.
من الطريف أن الحكومة تحاول أحياناً استعادة الملكية الحصرية السابقة ل¯"الهوبرة", فتشن حملات "هوبرة" استثنائية ضد خصومها, وقد تعلن أنها لن تستجيب لهوبرة الآخرين, أو تسعى لتقنين "الهوبرة" ووقف اتساعها, ولكن هذا ما يجر عليها عادة خسارة جديدة, فتضطر لإخفاء هوبرتها لعلها تستطيع جر خصومها الى التنافس على "قلة الهوبرة", ولكن هيهات, فعهد "احتكار الهوبرة" قد ولى.
(العرب اليوم )