هل هناك خلايا أمنية نائمة في الأردن؟!

تم نشره الأحد 18 آذار / مارس 2012 01:36 صباحاً
هل هناك خلايا أمنية نائمة في الأردن؟!
ماهر ابو طير

المدينة نيوز - حسنا ما فعله وزير الاعلام راكان المجالي، بنفي ارسال اسلحة سعودية الى الاردن، من اجل تمريرها الى الجيش السوري الحر الذي يخوض معركة مع النظام السوري، لان كثيرين يعتقدون ان هناك دوراً اردنياً مقبلا على الطريق، ضد نظام الاسد.

ليس من مصلحة الاردن التدخل نهائياً في الازمة السورية، بغير الجانب الانساني المتعلق بمساعدة اي لاجئ سوري، لان التدخل الامني والعسكري، ستكون له ردود فعل كثيرة، ونعرف ان النظام السوري دموي ولا يتورع عن اية افعال.

لا نعرف ايضاً اذا ما كانت هناك خلايا نائمة للمخابرات السورية او الايرانية، سواء من بيننا، او عبر اللاجئين السوريين، او عبر لبنانيين، او عبر ايرانيين دخلوا بجوازات عراقية مزورة، ويجيدون اللهجة العراقية، لكنهم فعلياً عناصر امنية، مزروعة لتوقيت محدد.

هذه الخلايا النائمة اذا وجدت، مدربة جيدة، وقادرة على شراء السلاح من السوق المحلي، وقادرة على تصنيع المتفجرات ولو عبر استعمال مواد كيماوية او حتى اسطوانات الغاز، وهي قادرة على هز استقرار البلد.

لماذا نضع ايدينا في النار السورية، فنصيح لاحقاً من الحريق، واثار الحريق، خصوصاً، ان لا احد يضمن ان يسقط النظام السوري، ولا احد يضمن سيناريوهات دمشق لتفجير ازمتها باتجاه دول الجوار؟!.

حتى لا نغرق في سيناريوهات حقيقية او خيالية، علينا ان نبتعد كلياً عن الملف السوري بجانبه الامني والعسكري، وحسنا ما فعلته السلطات الرسمية حين اعلنت قبل ايام عن القبض على مجموعة تحاول تهريب السلاح من الاردن الى درعا.

الاعلان عن المجموعة رسالة للسوريين، ان الاردن لن يسمح بتدفق السلاح، وهي رسالة حسن نوايا، خصوصا، في ظل انخفاض التنسيق السياسي والامني بين البلدين، وفي ظل شكوك متبادلة، وسخط غير معلن.

المؤكد هنا ان دمشق الرسمية لن تكتفي برسائل غزل من هذا القبيل، فقد تكون ارسلت عناصر عسكرية سورية الى الاردن، ادعت انها منشقة عن الجيش، كمصائد بشرية للتأكد من رغبة الاردن لاحقاً بتسليح هؤلاء، او ترتيب عمليات لهم بأي شكل كان!.

قد تدس دمشق عناصر امنية بين بعض اللاجئين لرصد اي تحركات في المناطق المجاورة لسورية، ولرصد اي محاولات تدريب او تجنيد او عسكرة بشكل او آخر.

النظام السوري انتحاري، ولا مشكلة لديه وهو يغرق ان يسحب معه دول مجاورة وانظمة، ولنا في تجاربه في لبنان، ومناطق اخرى دليل على انه لا يستسلم بسهولة، ولا يتورع ايضاً عن تفجير ساحات قريبة.

الاردن في غنى عن كل هذا الصداع، وقد قيل سابقا ان تهريب الاسلحة من لبنان، له الف اب مبني مجهول، لان لبنان فوضى مزمنة، وتهريب السلاح عبر العراق او تركيا، يخضع لذات القاعدة، فيما تهريب السلاح من الاردن، له اب واحد هو الدولة.

ليس لاننا بلد هش يخاف من جيرانه، بل لاننا في موقع حساس، وتكفينا همومنا، كما ان المخاطرة بتدخل عسكري، مقامرة كبيرة.

مقامرة لان علينا ان نتوقع تصدير الازمة السورية الى الاردن، حتى بدون تدخل منا، لحاجة دمشق لمنافذ تخفف عنها الضغط، وما من ساحة حساسة كما الاردن، وبهذا المعنى يصير الخطر ُمطلا علينا، حتى بدون حاجة دمشق لذريعة تدخلنا في شؤونها.

ما هو اهم فوق كل هذا، ان تهريب السلاح او ادخاله عبرنا الى سورية، سيؤجج الحرب الاهلية في سورية، وسنكون سببا في مذابح السوريين، موالاة ومعارضة، ولا احد يحسم قدرة "سيناريو ادخال السلاح" على انهاء النظام، وقد نكتشف اننا نشعل الحرب الاهلية.

يكفينا الذي نحن فيه، لاننا لا نمتلك ترف العبث في فراش الاخرين، حتى لو كانوا من ابناء الشياطين!.
 

(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات