امثولة الكرامة

تم نشره الأربعاء 25 آذار / مارس 2009 12:22 مساءً
د. حازم قشوع

لقد سطرت الملحة الاردنية الفلسطينية في معركة الكرامة إمثولة هي الاميز في التاريخ العربي الحديث ، عندما استعادت للامة كرامتها وكبريائها وانتصرت لارادة العادلة والحق على جبروت القوة والغطرسة ،كما قدمت الكرامة انموذج في التأخي جسدته لحمة الدم والمصير ، ليعود هذا الايقاع المتجدد ليفرض نفسه على صفحات التاريخ،فكانت الكرامة نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، ومحطة اثبت فيها هذه المعركة قدرة الجندي العربي في ساحات النضال في ظل قيادة مؤمنة وصادقة بحتمية انتصارالحق في اية معادلة سياسية مهما كان خصمها.         .                

 لقد اعتبرت الكرامة الاردنية نقطة تحول استتراتيجية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، عندما اثبت هذا التحول اهميتة وجدواه حيث قامت منظمة التحرير بجني نتائجه بعدما فرضته نتائج هذه المعركة من احترام وتعاطف شعبي كبير لصالح قضيتها العادله، فحرصت المنظمة حينها على استثمار هذا الزخم لاستقطاب المتطوعين في صفوفها من قبل الشباب العربي ، كما ادى تعاطف الراي العام العالمي معها الى دعمها وتمكينها وحصولها على الدعم المادي الكبير الذي تلقته من الدول العربية الى تعزيز مكانتها النضالية، كما ادى التحول في الكرامة الى اسقاط ديان واعتزالة الجندية كما اسقطت ايضاً مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ،وعملت على افشال الهدف الاسرائيلي في ايجاد منطقة امنية خاضعة للسيطرة ،كما عملت الكرامة على تجسيد العلاقة بين القيادة والقاعدة ، واكسبت الاردن مكانة مميزة بين الدول العربية بصفته صاحب اطول خط مواجهه، لهذه العوامل التي تحمل الكثير من المضامين كانت الكرامة امثلوله سيستمر عطاءها باشراقات تضحيات ابنائها لاحقاق الحق.                                                                                                          

ولعل الحسين ببصيرته كان يدرك  قدره الة الحرب الاسرائيلية وكان يعلم درجة جهوزيتها، فعمل على مزج الادوات العسكرية المتواضعة بحنكة الدبلوماسية السياسية التي يتمع بها ، الامر الذي وفر بيئه ساعدت على الوصول الى نتائج واستخلاصات حافظت على المقدرات والثوابت ، كما ادى استثمارها لحصاد مهمة النتائج في رفع الظلم والمعاناه عن الانسان العربي المحتل وايجاد معادلة سياسية جديده تفرض التوازن المطلوب في معادلات المنطقة السياسيه.                                 

 لقد قدم الحسين الراحل الكثير من اجل اسناد الانسان الفلسطيني وعمل جلالته على اسنادة وقضيته في كل المحافل على الرغم من حالة التماس الحدودي الاردني وقلة الامكانات وضعف الموارد ، لكن ايمان الحسين العميق برسالة العادلة والحق كانت المحرك الرئيسي في قيادة الدبلوماسية الاردنية في كل محطات ومنعطفات النضال العربي كما كان لدعمه الانساني  كبير الاثر في التخفيف عن معاناه الانسان العربي في اسرائيل عندما مد جسور العون لانصافهم و فتح ابواب الجامعات الاردنية لابنائهم كما يصف ذلك رئيس الحزب الديمقراطي العربي عضو الكنيست الاسرائيلي طلب الصانع في لقائه مع قيادة حزب الرسالة في يوم الكرامه حيث قال" عندما اغلقت اسرائيل جامعتها في وجه ابنائنا كان الحسين حاضر لفتح الجامعات الاردنية لتأصيل الهوية العربية وتجذير معاني حضارتها في عقول ابنائنا ، كما وقف باسهامات سياسية كبيرة لدعم حقوقنا الراسخة تجاه المواطنة بما يكفل العدالة والمساواة والتكافؤ الفرص ، كما اماط طلب الصانع اللثام واوضح بالبيان دور الدبلوماسية الاردنية التي كان يقودها الحسين الراحل في دعم القضية الفلسطينية ، كما بين مدى انعكاس هذه الدبلوماسية بالايجابية على دعم وثبات الاحزاب العربية في اسرائيل ليكون للصوت العربي الحضور في داخل الكنيست ويتم ترجمة هذا الحضور بما يدعم ويناصر القضايا العربية".                                                                                        

ولئن كانت ادوات النضال متعدده وان افضلها هو الذي يؤثر بالايجاب على الوصول لنتائج افضل يمكن البناء عليها ، فإن طبيعة النضال تفرض اداوتها المناخات السياسية السائده ولاتحددها نظرية منغلقه اوايدولوجيا شمولية جامده فهي بالغالب تخضع لعوامل ذاتية من المهم توفرها واخرى موضوعية يفضل استدراكها حتى يتم اختيار الاداه الافضل والاسلم في التعامل مع معطيات الحدث السياسي .    

ولعل الكرامة بابعادها ومضامينها هي التي بقيت المحرك الرئيسي للدبلوماسية الاردنية وهي المحور الاساسي الذي عبره تدار بوصلة اهتمامنا الوطني، فلقد حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على الاستمرار بهذا النهج حرصاً من جلالتة على القيم الاصيله وصوناً لرسالة الحق والعدالة ودعماً لرسالة التي بها وعليها يتكأ منهاج النماء والنمو للانسان هذه المنطقة ،  فالحقيقة لا يمكن تأويل مفرداتها او قسمتها الى اجزاء تبعدها عن وصفها ، كما ان التاريخ السياسي لا يمكن قراءته بمنئ عن ظروفه وعواملة المحيطة حتى ينصف قادتة وتوضح عناوينة الرئيسية وكل عام وأهل الكرامة بخير.                                                                                           

* الامين العام لحزب الرسالة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات