قيادة حماس الداخل.. إلعبوا غيرها !

المدينة نيوز - والا كيف يمكن لبعض قيادات حماس في الداخل من التي ما زالت تتمتع بحكم قطاع يعيش من تجارة الانفاق أن يستمروا في الحكم...وأمام الانشقاق الذي وقع في صفوف حماس حين أدركت قيادتها في الخارج ممثلة بالمكتب السياسي الذي يقوده خالد مشعل أن استمرار المواقف الانفصالية والتطبيع مع الحصار والقفز عن اسبابه الحقيقية واعراضه لا يفيد، بل لا بد من العودة للتعامل مع الشرعية الفلسطينية وقبول الانتخابات الرئاسية والتشريعية المطروحة كخيار لكل الاطراف... أمام هذا الواقع المستغلق رأت قيادة حماس الداخل التي يحركها محمود الزهار وبتنسيق مع ايران أن تلعب لعبة الاتهام وأنه لا بد من تصدير الازمة التي تعيشها قيادته خاصة وان معاناة أهل القطاع تزداد في كل يوم وقد بلغت هذه المعاناة ذروتها في شح المشتقات النفطية وتعطل محطة توليد الكهرباء في غزة وحاجة الغزيين الى البنزين حيث تتوقف سياراتهم وتتعطل بالتالي حياتهم اليومية على اختلاف نشاطاتها..
كيف ترد حماس على أسئلة الحصار وحاجات سكان غزة وهي تعلم ان الاحتلال هو سبب الحصار وهو الذي يفرضه وأن الخلاص من هذا الحصار لا بد ان تتعاون عليه كل القيادات الفلسطينية وبدعم عربي ودولي وان ذلك يتم حين تؤهل حماس نفسها لتجعل المطالبة بفك الحصار تقوم من معطيات واقعية جديدة..
حماس التي يضغط عليها مواطنو غزة نتاج ما يعيشونه من اوضاع بدأت تبحث عن ذرائع تختبىء وراءها فأخذت بالاسلوب الهروبي الواهم وبنظرية المؤامرة وأعدت لذلك حين عطلت المصالحة الوطنية وادارت الظهر للمبادرة المصرية واتفاق الدوحة واستنكرت على قيادتها في الخارج «خالد مشعل» اللقاء مع الرئيس محمود عباس والاتفاق على المصالحة والرغبة في الشروع بها فراحت تتحرك باتجاه طهران وتتسلح بكل المعطيات التي تمنع المصالحة لانها تدرك أن المصالحة لن تكون في صالحها وأنها ستحد من دورها في حكم القطاع بالشكل المأساوي القائم الذي يجعل القطاع رهينة وسجنا مغلقا طالما بقيت حماس تحكمه..
تصدير أزمة قيادة حماس في الداخل أخذت طابع اتهام اطراف عربية في أنها المسؤولة عن استمرار الحصار وتشديده وعدم السماح بوصول الوقود والمشتقات النفطية اليه..
ولأن بعض قيادات حماس أتقن وما زال يتقن تصدير الازمات وافتعالها وفبركة المواقف والاختباء وراءها واظهار هذه القيادة نفسها بريئة وغير مسؤولة فقد راحت تزج بأطراف عربية وادعت أن لقاءً سرياً عقد في عمان ضم ممثلين من الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية طالب بتشديد الحصار على غزة..
الادعاء الحماسي الذي فبرك بمساعدة ايرانية قال بأن الدوائر الاردنية والمصرية والفلسطينية هي من تشدد الحصار على غزة من خلال استمرار المطالبة به والعمل على استمراره وبالتالي هي المسؤولة عن أزمة الوقود ومشتقاته في غزة..
لماذا؟ هل لأن الاردن استقبل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي قبل شهرين وعمل باتجاه المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية كضرورة لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية بما في ذلك اقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس..لقد كان الأردن واضحاً وكانت تصريحات خالد مشعل في هذا المجال واضحة حين أثنى على الموقف الأردني ودوره الايجابي فقد ظل الأردن بعيداً عن الصراع الفلسطيني الداخلي بين «فتح وحماس» وظل متمسكا باعترافه بالشرعية الفلسطينية التي يعترف بها العالم والعرب (السلطة والمنظمة)..أما مصر فقد انشغلت في الماضي وظلت تتعامل مع حماس في الداخل في لقاءات مستمرة اذ كان التعامل طوال الوقت في بعده الأمني آنذاك.واليوم ما زالت مصر تتعامل مع حماس وقد رأت أن تتعامل مع قيادتها الشرعية الممثلة في المكتب السياسي (خالد مشعل) الذي مثل حماس في اجتماعات القاهرة حيث ساعد المصريين على انجاز الورقة المصرية..فلماذا تنقلب حماس على هذه الأطراف؟
هذا النفس الانقلابي الذي بدأت قيادة حماس في الداخل تشنه الآن على الأردن ومصر لانهما التقيا مشعل ويريدان المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني أصبح مكشوفاً وقد استثمرت قيادة الزهار أزمة الوقود في غزة لتنسبها الى فعل فاعلين غير الحصار وهي بذلك ترضي الطرف الايراني وتستجيب لتوجهاته بعد ان غادر خالد مشعل دمشق واختار ان يكون في الصف الاخر لادراكه أن المصالحة أفضل وأن الحصار لا يجوز أن يتحول الى قميص عثمان لتستفيد منه فئة خارج الشرعية تبحث عن أعداء غير الذين فرضوا الحصار!! ( الراي )