مع المنسيين في الأرض!

المدينة نيوز - بعض الفئات في بلادنا منسية، ولا صوت لها، وحينما يأتيني صوتها أشعر بالفزع وأتذكر رأيا لأحد الزملاء، أخذ علي وعلى كتّاب آخرين أننا نهتم بقضايا الناس ونتحول أحيانا إلى «كتّاب خدمات».
والحقيقة أنني أشعر بفخر عظيم حينما أسهم -ولو بشكل بسيط- بإيصال صوت مخنوق لصاحب قرار، أو رفع مظلمة عن مهمش أو منسي، لم يجد ملاذا للنصرة إلا زاوية العبد الفقير، ورفع مظلمة عندي أو تحقيق مصلحة ضائعة لصاحب حق، مقدم على كل تحليلات الكتاب السياسيين العباقرة، وهذرمة المتفيهقين، وما أكثر ما نقرأ من تحليلات وآراء ومقالات، كلها تجعجع بلا طحن!
اليوم أتشرف بأن أفرد هذه المساحة لصوت فئة طيبة من أبناء شعبنا الصابر في الأردن، سأدعها تتحدث بلسانها، فهو أبلغ بوصف الحال...
إلى جريدة «الدستور» نبض الشارع الأردني ونصير الشعب الأردني، ومنبر الوطن والكلمة:
نحن مجموعة من المتقاعدين العسكريين يبلغ عددنا تقريباً 280 متقاعدا، نعمل في مراكز الجمارك الأردنية المنتشرة في المملكة وتحت مظلة مؤسسة المتقاعدين العسكريين، منذ بدأ مارثون الهيكلة هذا العام ضاعت حقوقنا بين دائرة الجمارك ومؤسسة المتقاعدين .
حيث انقطعت عنا جميع الإكراميات من دائرة الجمارك والتي كنا نعتمد عليها للبقاء في الوظيفة ونعتاش منها، حيث أن دائرة الجمارك -كما سمعنا- تصرف للموظف الواحد ( أمن جمركي) 280 ديناراً ولكن المؤسسة تصرف لنا 156 ديناراً فقط.
وعندما بدأت الهيكلة وزيادة الحد الأردني للأجور إلى 190 دينارا نشب خلاف بين المؤسسة ودائرة الجمارك الأردنية، ونحن موظفي الأمن الجمركي أصبحنا الضحية، وبقينا نتقاضى 156 ديناراً فقط، ونحن الشريحة الأدنى في دائرة الجمارك حيث تمت هيكلة رواتب الموظفين الرسميين للأحسن وهم يتقاضون رواتب مجزية ومعروفة للجميع.
وبالنسبة للموظفين الملحقين من قبل الأمن العام، فهم يتقاضون أيضا راتبا مجزيا من دائرة الجمارك الأردنية وحقوقهم كاملة غير منقوصة.
أما نحن المتقاعدين العسكريين فلا بواكي لنا وظلمنا أشد الظلم، علماً بأننا نتحمل المسؤولية الكاملة في العمل في المنافذ الحدودية خلال الشتاء والصيف ونعمل على الأبواب الخارجية ونتحمل أشد
المعاناة في حدود المدورة وحدود العمري وحدود الكرامة والمكافحة والرمثا وجابر والحرة/ الزرقا، وغيرها، علماً بأننا نغيب لمدة 8 أيام عن أولادنا، ونجد أشد المعاناة بالتمييز في المعاملة حيث نعامل معاملة سيئة في دائرة الجمارك من قبل بعض المديرين، حيث لا تراعى ظروفنا في الإجازة والمعاملة ولا بطاقتنا؛ ونعمل عمل الجمارك لكن رفاهيتها للموظفين لأنه لا أحد يحمينا أو حتى يطالب بحقوقنا أو ينفعنا، وكله يحصل حتى يقدم موظف الأمن الجمركي استقالته أو «يطفش» من الجمارك، لأنه فُرض على دائرة الجمارك كي يراقب عمل دائرة الجمارك وسُمي «أمن جمارك» لكن عُدلت التسمية لاحقاً إلى «حارس أمن جمركي» ثم خرج الهدف إلى «حارس جمركي» ... تصور...... وبدأت المعاناة!
والمطلوب؟ يقول الإخوة في نهاية رسالتهم: نطالب وزير المالية بإنصافنا وحل مشكلتنا وتسوية الراتب الذي لا يرقى لراتب عامل الوطن للأسف الشديد!
أخيرا يعلنون: نحضر للاعتصام قريباً. اللهمّ بلغت اللهمّ فاشهد، والتوقيع: اللجنة التحضرية للأمن الجمركي (من المتقاعدين العسكريين) دائرة الحمارك الأردنية..
( الدستور )