الاخوان في البرلمان والشباب في الميدان !!

عندما انطلقت ثورة 25 يناير في مصر, واحتشد الشباب في ميدان التحرير لم يكن بين قيادة الحراك او في صفوفه من يمثل الاحزاب التقليدية في مصر. وأعني هنا أن الحراك الشعبي انطلق من طبقة الشباب ولم يكن للاخوان أو غيرهم غير ركوب طوف الحراك والالتحاق بالميادين والساحات الثائرة.
ولكن الذي حدث أن "الجماعة" المنظمة في الشارع المصري "الاخوان المسلمون" هم الذين قطفوا ثمار الثورة وحصدوا نتائج الحراك, وبعدها مدوا اياديهم الى المجلس العسكري وانسحبوا من الحراك واخلوا الميادين استعداداً لما بعد الثورة, واولها الانتخابات النيابية حيث احتلوا مقاعد تؤهلهم للسيطرة على السلطة التشريعية في مجلس الامة بالتحالف والتعاون مع كتل اخرى.
وفي البداية تحدثوا عن الديمقراطية والتعددية والدولة المدنية وحق المواطنة وحقوق الانسان والمشاركة بهدف كسب المزيد من الوقت لترسيخ اقدامهم داخل السلطة ثم الانطلاق الى مواقع اخرى حتى أصبحوا الآن يشتغلون على المكشوف بعدما اعلنوا في السابق التخلي عن تشكيل الحكومة والتخلي عن طرح الثقة بحكومة الجنزوري والتخلي عن ترشيح "اخواني" لرئاسة الجمهورية...
أما الآن فهم في خندقهم عين على السلطة التنفيذية وعين على الرئاسة أي انهم يريدون الاستئثار والانفراد بكل السلطات في مصر, لأن باعتقادهم أن صناديق الاقتراع أعطتهم الحق الكامل بحكم مصر..
هذا المشهد الجديد الذي بدأ يتشكل في مصر أثار ازمة جديدة بين المجلس العسكري و"الاخوان" كما اثار غضب واحتجاج الاحزاب الاخرى التي كانت تشكل مع "الاخوان" جبهة المعارضة العريضة الواسعة.
لقد كان الاعلان عن ترشيح خيرت الشاطر بمثابة غلطة الشاطر التي فجرت ازمة جديدة قد تعيد الاحزاب الاخرى والشباب الذين دفعوا مهر الثورة من دمهم "وخرجوا من المولد بلا حمص" الى ميدان التحرير بانتفاضة جديدة لا تكون ضد النظام بل ضد هيمنة الاخوان هذه المرة.
صحيح أن الاحزاب الدينية في مصر حصدت غالبية المقاعد في مجلس الشعب, ولكن يجب السماح للاحزاب الاخرى بالمشاركة في السلطات لأن حكم الحزب الواحد في مصر انتهى او يجب ان ينتهي لأن الانفراد بالسلطة يغري بالاستبداد والديكتاتورية, حتى في البلاد الأكثر ديمقراطية. ( العرب اليوم )