محميات للغاز والنفط

لم يعد المطلوب على اجندة المستعمرين الامريكان والاوروبيين, استبدال نظام بنظام, بل تفكيك الدول والكيانات القائمة, ايا كان طبيعة الحكم فيها, مع المستعمرين ام ضدهم, وسواء كانوا استبداديين ام ليبراليين..
ولم يعد المطلوب العودة الى نظام الانتداب على (الدول والكيانات شبه المستقلة) وفق قوانين ولوائح عصبة الامم السابقة على الامم المتحدة, بل العودة الى نظام الحماية او المحميات الذي عرفه الشرق مع موجات الاستعمار الاولى, وصولا الى العقود الاخيرة من القرن التاسع عشر, التي ترافقت مع افول الدولة العثمانية وتفكيك مستعمراتها وقبولها او رضوخها لما عرف بنظام القناصل والحماية الاوروبي..
ان الاجندة الحقيقية للمستعمرين الامريكان والاوروبيين, اليوم هي تمزيق الدول وعزل مناطق الغاز والنفط والموارد فيها وتحويلها الى دول او امارات او كانتونات (مستقلة) تحت الحماية الدولية سواء تذرعت هذه الحماية باشكال طائفية او مذهبية او باشكال جهوية او اشكال اخرى تتعلق بالاقليات القومية...
انطلاقا من ذلك ، جاء انفصال جنوب السودان ويجري العمل لانفصال دارفور.. وانطلاقا من ذلك جاء العدوان على العراق مقدمة للاستحواذ على نفطه عبر اشكال من الانفصال المذهبي والكردي هنا وهناك, حيث لا تخفي قوى كردية معروفة رغبتها في ذلك, ومثلها ما يقال عن الانبار والبصرة..الخ.
وانطلاقاً من ذلك جاء العدوان الاطلسي على ليبيا, ليس من اجل مساعدتها في بناء دولة ديمقراطية بل على طريق تمزيقها واقامة جمهورية او امارة شرق ليبيا الغنية بالنفط.
وانطلاقا من ذلك يجري تحريك موضوع الطوارق لتمزيق الجزائر انطلاقا من تمزيق مالي والنيجر..
وليست سورية بعيدة عن هذا الهدف بعد اكتشاف كميات كبيرة من الغاز فيها وبما يحرك ايضا اقتراحا صهيونيا بعزل (اسرائيل) عن سورية عبر جيوب عميلة منها اقامة دولة درزية تشمل الجولان ولبنان ودروز فلسطين المحتلة للتخلص من الخطر الديمغرافي السكاني وهو الاقتراح الذي تصدى له الدروز العرب بكل بسالة.( العرب اليوم )