الحراكات وجرح المشاعر
في ظل وجود مطالب ملحّة من أبناء الوطن المخلصين بضرورة أن يستعيد الأمن العام هيبته ضد الخارجين على القانون والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المسّ بكرامة الوطن والاعتداء على الساهرين على أمنه فقد أجمع شعبنا بمختلف فئاته وأطيافه على أن العنف وسيلة غير مشروعة لأجل المطالبة بالحقوق وأن اغلاق الطرق والدوارات والتكسير والتخريب وحرق الاطارات اسلوب مرفوض وغير مبرّر اذ أن المطالب المشروعة لا ينبغي أن تتخذ أشكالا من شأنها تعطيل حركة السير في أماكن حيوية والتأثير على حركة المواطنين وسير شؤونهم اليومية .
ان اغلاق الدوار الرابع ومن قبله دوار الداخلية والتجمهر غير المشروع واثارة الفوضى اضافة الى اطالة اللسان والتلفظ بألفاظ نابية تجرح مشاعر المارّة وتخدش الحياء العام من قبل فئة تدّعي المطالبة بالاصلاح غدا أمرا لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه مقابل التزام قوات الأمن وبشهادة الجميع بضبط النفس والتعامل مع هذه الفئة بأرقى مستوى حضاري وانساني كما أن تجاوز القوانين والأعراف والأخلاق يتنافى مع مباديء الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات الشخصية اذ أن الديمقراطية لا تعني الفوضى والاساءة للآخرين والتطاول على الوطن وقيادته ورموزه وتجاوز كل الضوابط الدينية والأخلاقية والقيم والأعراف الأردنية وهذا يذكّرنا بأحد رموز الحركة الاسلامية خلال حضوره حراكا بالطفيلة تمنياته برؤية دماء أبناء الطفيلة الزكية تنساب ليصنع المستقبل من خلاله .
لقد تعاملت مديرية الأمن العام حتى الآن مع نحو اربعة الاف مسيرة واعتصام اتسمت جميعها بالسلمية رغم بعض التجاوزات البسيطة التي شابت عددا منها كقبام فئات مغرضة ومندسة بشتم وتحقير رجال الأمن والدرك والأجهزة الأمنية الذين تواجدوا أصلا لحمايتهم من المواطنين .
لقد أصبح المواطن الأردني على يقين تام أن معظم الحراكات لا تخدم الا المتربصين بالوطن من فئة الخارجين على القانون وأن تلك الاحتجاجات كلّفت الوطن حتى الآن ما يزيد على ثلاثين مليون دينار وهو رقم كفيل باقامة عشرات المشاريع التنموية والاقتصادية التي توفر آلاف فرص العمل للشباب الباحثين عنها .
لقد جدّد الشعب الاردني ممثلا بعشائره الممتدة على مساحة الوطن بيعة الولاء والانتماء للوطن والقائد معبّرين عن رفضهم واستنكارهم لكافة أشكال العنف والاعتداء على ممتلكات الوطن وهدم ما بني من عرق الأوفياء من أبناء الشعب الاردني .. مؤكدين أن الأردن بهمة الرجال الميامين لن يكون موئلا للمؤامرات والدسائس التي يحيكها البعض تحت غطاء الاصلاح .