كي لا يستمر الدوران في الحلقة المفرغة

تم نشره الثلاثاء 03rd نيسان / أبريل 2012 01:17 صباحاً
كي لا يستمر الدوران في الحلقة المفرغة
صالح القلاب
لو بقينا نتناقش لألف عام فإنه من غير الممكن أن نتفق على قانون انتخابات يرضي الجميع ولا يُعترض عليه أحد فالناس أمزجة ومصالح والمشكلة عندنا أن هناك حزباً واحداً ،مع التقدير والاحترام لكل التشكيلات الأخرى الصغيرة والتي تعتبر نفسها أساسية وكبيرة والوسطية والقومية واليسارية والتي هي على مقاس رجل واحد أو على مقاس «جيبة» رجل واحد، وأن هذا الحزب ،الذي خرج العالم كله من الخنادق القديمة بينما يُصر هو على التمترس في خنادقه السابقة، يبدو حائراً ولم يحسم أمره بعد تجاه المستجدات التي أصبحت واقعاً لا عودة عنه إن في الأردن وإن في معظم الدولة العربية.
نسمع من أحد قادة الإخوان ،ونصدقه بالطبع، أن «الجماعة» صاحبة رسالة إصلاحية وإنها غير معنية بالوصول إلى السلطة والحكم ثم ولم تمضِ إلاّ أيام معدودات حتى نكتشف أن «الجماعة» الأم ،التي تحتكر اختيار المرشد العام للإخوان المسلمين في أربع رياح الأرض، قد تخلت عن تعففها الذي كانت أعلنته سابقاً واندفعت بحماس شديد لتعلن عن ترشيح أحد كبار قادتها ،خيرت الشاطر، لرئاسة الجمهورية لتثبت أنها كأي حزب سياسي قد تريد الإصلاح لكن الأهم منه هو الوصول إلى السلطـة.
وهذا كان قد حصل مثله مع الثورة الإيرانية فهي حتى بعد انتصارها ولفترة محدودة بقيت ترفع شعار ضرورة إبعاد المعممين ،الذين كان يقدر عددهم بأكثر من سبعين ألفاً، عن الحكم أولاً لأن السلطة مفسدة وثانياً لأن المطلوب من هؤلاء أن يبقوا خارج دائرة النفوذ كي يبقوا رقيباً على ممارسات السلطات كلها وأولها السلطة التنفيذية لكن ما أن تيقنت هذه الثورة من الانتصار وتأكدت من ترسيخ أقدامها حتى أسقطت هذا الشعار وحتى اندفع رجالها إلى مواقع المسؤولية بنهم من كان فقيراً لا يجد قوت يومه ووجد نفسه فجأة أمام العديد من الموائد الدسمة والغنية.
إذا كان «الإخوان» لا يريدون إلاّ «الإصلاح» وليس غيره ،ونحن نصدقهم، كما يقولون فإن عليهم أن يعودوا بـ»جماعتهم» لمهمتها الإصلاحية وقطْع علاقتها نهائياً بالسياسة والسياسيين والابتعاد عن الحكم والسلطة لأنهما «مفسدة» ما بعدها مفسدة وأن عليهم أيضاً تخليص حزب جبهة العمل الإسلامي من اسمه الديني وتحويله إلى حزب سياسي يسعى إلى النفوذ برجليه ويديه ويلعب سياسياً ويناور كالأحزاب الأخرى ويسعى إلى قانون انتخابات يعزز وجوده في السلطة التشريعية ويفتح الطريق أمامه نحو السلطة التنفيذية أما أن يبقوا حائرين هكذا فإن هذا سيشكل حالة إرباك شديد لهم وللأردنيين والدولة الأردنية.
يجري الآن الإصرار ،إصرار الإخوان المسلمين، الذين يقولون أنهم زاهدون في السلطة ولا يريدون إلاّ «الإصلاح» ونحن بالطبع نصدقهم ونشدّ على أيديهم، على قانون انتخابات على أساس خمسين في المائة للقائمة النسبية وكل هذا وكانوا قد شاركوا في انتخابات عام1989 وفقاً لقانون انتخابي بائس وغير معمول به حتى في الـ»ماوماو» ثم بعد ذلك شاركوا في انتخابات 1993 وفقاً لقانون الصوت الواحد وفازوا فوزاً عظيماً وبالطبع فإن كلا القانونين كانا مؤقتين وكان لهما مؤيدون ومعارضون وكانت «التوافقية» عليهما محدودة.
ولذلك ولأنه من غير الممكن أن يكون هناك أي توافق أو اتفاق على أي من القوانين التي يجري الحديث عنها ،وإن بالحدود الدنيا، ولأن الشعب الأردني ليس بضعة الآلاف المنضوين في الإخوان المسلمين وحزبهم وفي الأحزاب الأخرى فإنه من الأفضل بدل كل هذا الصخب تقسيم الأردن إلى دوائر انتخابية بعدد أعضاء المجلس النيابي ،وفقا لما هو معمول به في بريطانيا العظمى أم الديموقراطيات في العالم، ولينجح عندها من لديه القدرة بكل هذه الدوائر.. أما نستمر في كل هذه المماحكات وكل هذه الترضيات فإنه دوران في الحلقة المفرغة وأنها دبكة حزبية-حكومية لا علاقة للشعب الأردني بها وأنها أهزوجة لا تطرب هذا الشعب ولا تستجيب لرغباته.( الراي )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات