انقلابات عسكرية وثورات برتقالية

تم نشره الثلاثاء 03rd نيسان / أبريل 2012 01:31 صباحاً
انقلابات عسكرية وثورات برتقالية
موفق محادين


بعد الحرب العالمية الثانية, انتبهت الادارة الامريكية لأهمية الشرقين العربي والاوسط في الصراع الدولي واطرافه من القوى الهابطة (بريطانيا وفرنسا) ومن القوى الجديدة (روسيا) واصدرت اكثر من مرسوم رئاسي (استراتيجي) لمتابعة ذلك ركزت على استبدال القوى القديمة المرتبطة بالاستعمار القديم بقوى جديدة مرتبطة بها (الاستعمار الجديد) وذلك في سياق الصراع مع بريطانيا وفرنسا والاستحواذ على نفوذهما فيما عرف بسياسة او مبدأ ملء الفراغ.

وفي الوقت نفسه مع روسيا الشيوعية من التقدم الى المياه الدافئة فيما عرف امريكيا بسياسة او مبدأ مكافحة الشيوعية.

وقد نوعت امريكا ادواتها لتنفيذ هذه السياسة بين مجموعة من الانقلابات العسكرية وتنشيط بعض الاوساط الاسلامية والليبرالية. فمن جهة جاء اول انقلاب عسكري في سورية لتمرير خط التابلاين (رد عليه الانجليز والفرنسيون بانقلابات مضادة) كما دخلت امريكا على خط ثورة الضباط في مصر 1952 على قاعدة التحالف ضد الانجليز, قبل ان ينقلبوا على الامريكان ويتحالفوا مع موسكو..

ومن جهة ثانية لعب الامريكان دورا كبيرا في تأسيس منظمة الحلف الاسلامي .. ومن جهة ثالثة, وكما جاء في كتاب (من يدفع للزمار) للباحثة البريطانية- فرانسيس سوندرز تبين ان ناشطين في مجال حقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية كانوا عملاء للمخابرات الامريكية وكان بينهم ايضا عدد من المثقفين المعروفين.

ذلك ما كان عليه الوضع في خمسينيات القرن الماضي, اما الوضع في السنوات الاخيرة, فيبدو ان التحديات الجديدة امام الامريكان قادتهم الى خيارات اخرى. ففي مواجهة قلب العالم الجديد (الصين) والتحالفات الاقليمية الكبرى (بريكس- البا وغيرها) وفي مواجهة خطر التفكك الداخلي الذي اشار له بريجنسكي في كتابه (امريكا بين عصرين) وفي مواجهة تفاقم الازمة البنيوية للرأسمالية المالية الامبراطورية (الامبريالية) فان حصة الشرق العربي والاوسط من هذه الخيارات, هو التفكيك والفوضى وعزل مناطق الثروات للاستئثار بها وفرض حماية دولية عليها برقة, دار فور, الساحل السوري.. الخ (حيث النفط والغاز وخطوط التجارة الدولية)..

وعوضا عن الانقلابات العسكرية فان الفوضى المذهبية والجهوية هي الخيار الملائم الذي يجري تسويقه بقناع اخر (الثورات الملونة) من اجل الديمقراطية, يخدم المصالح الامريكية من جهة ويخدم مصالح العدو الصهيوني من جهة ثانية لكن ليس عبر اتفاقيات وهدنة طويلة على حدود قابلة للاشتعال, بل عبر مناخات وفوضى مذهبية وجهوية قابلة للاشتعال والتدمير الذاتي . ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات