كلما نزف الدم أكثر

استخدام شتى أنواع الأسلحة سيظل مستمراً في سوريا حتى العاشر من نيسان الجاري، وذلك بموجب اتفاق مع كوفي عنان، والأمر على ما هو عليه يعني رخصة شرعية للاستمرار بالقتل طيلة هذه الفترة.
وإذا ما تم أخذ معدل وسطي لأعداد الضحايا اليومي، فإنّه بموجب ما تبثّه الأخبار لا يقل عن الستين شخصاً، وهذا يعني إسقاط ما يقارب 500 شخص بموجب اتفاق عنان ودمشق، وما باركته المتحدثة الأمريكية بمجلس الأمن.
على الشعب السوري أن يصبر حتى العاشر من نيسان، وبعدها سنرى جميعاً فيما إذا كانت آلة العسكر ستتوقف عن إطلاق نيرانها، وفيما إذا كان الجيش سيعود حقاً إلى الثكنات.
لقد وافقت دمشق حتى الآن على كل المشاريع التي طرحت عليها لحل الأزمة، وهي لم ترفض أيّ مبادرة، بما فيها الأخيرة، ورغم ذلك ازدادت حدة الأزمة، واتّسعت دائرة العنف، وكبرت مساحة الاحتجاج أكثر فأكثر، وهي الآن تكاد تلف كل سوريا، وليس بالأفق ما يوحي لحلول سياسة من أيّ نوع، ولو أنّها ممكنة لفرضت نفسها عندما كانت القصة أصغر مما هي عليه الآن.
المعارضة السورية على شتى أطيافها بالخارج، وحراك الناس بالداخل في مواقع لا تسمح لهم بالتفاوض مع النظام، كما أنّه ليس لديهم ما يتفاوضون عليه كي يستمر النظام بالحكم على ما هو عليه، أو حتى بالإصلاحات التي حدثت أو إضافة المزيد عليها، فالأمر لم يعد كذلك أبداً، وهو أساساً لم يكن حراكاً من أجله.
المطروح إسقاط النظام، واستبداله بنظام ديمقراطي، والإصرار على ذلك بات نهائياً، ولا مجال معه لأيّ مفاوضات.
الأكيد أنّ النظام سيستمر بانتهاج الحل العسكري، بعد العاشر من نيسان، وشهراً تلو الآخر حتى الحسم النهائي، وهو حسم سيتم في النهاية، ولن يكون لصالح النظام بأيّ حال من الأحوال، ذلك أنّ فرص التسامح والتصالح باتت معدومة إلى درجة كبيرة.
ويبدو أنّ السيد حسن نصر الله لم يدرك بعد الأمر، ورأيه أنّ سقوط النظام السوري عسكرياً غير وارد، لا يعني أبداً عدم سقوطه تحت ضغط الدم كلما نزف أكثر.(السبيل)