لا للاقتراض الخارجي

تم نشره الخميس 05 نيسان / أبريل 2012 01:13 صباحاً
لا للاقتراض الخارجي
د. فهد الفانك
المبالغة في الاقتراض الداخلي شـر والمبالغة في الاقتراض الخارجي شـر خاصة إذا كان الاقتراض لمجرد سد العجز في الموازنة وليس لتمويل مشروع اقتصادي قادر على خدمة ديونه. وإذا كان لا بد من الاقتراض ، فعلينا أن نختار أهـون الشرين وهـو الاقتراض الداخلي.
نظرياً تستطيع أية دولة مسـتقلة بجرة قلم أن تسدد كل ديونها المحليـة بإصدار كميات من العملة الوطنيـة ، وإن كان هـذا يعني حدوث تضخـم جامح. أما الاقتراض الخارجي فليس كذلك ، لأن الحكومة الوطنية لا تسـتطيع طبع الدولار أو اليورو.
المديونية الداخلية مطلوبة لبنوك محلية خاضعة للقانون والأنظمة وتعليمات البنك المركزي ، ولا تستطيع أن تتعسـف في تعاملها الائتماني مع الخزينة. أما المديونية الخارجية فتعـود لبنوك وحكومات أجنبية ، قادرة على الضغط على المدين العاجـز عن التسديد ومصادرة حريتـه واستقلاله وإملاء الشروط عليه.
الفوائد المدفوعة على الديون الداخليـة يتم تدويرهـا داخل الاقتصـاد الوطني ، أما الفوائد المدفـوعة على الديون الخارجية فيجب تحويلها إلى الخارج بالعملة الأجنبيـة ، مما يؤثر سلباً ليس فقط على ميزان المدفوعات بل على النمو الاقتصادي أيضاً.
وكالات  التصنيف الدولية التي تقيـّم اقتصادات الدول ، لا تهتم كثيراً بالمديونية الداخلية فهي من البلد وإليـه ، ولكنها تقف أمام المديونية الخارجيـة. وعلى سبيل المثال فإن ستاندرد اند بورز قدرت مديونيـة الأردن بحوالي 5ر22% من الناتج المحلي الإجمالي ، وتوقعت أن ترتفع إلى 45% مما يـدل على أنها تتحدث عن المديونية الخارجية وليس عن مجمل المديونيـة.
نقول هذا بمناسـبة ما  قيل من أن الحكومة تفكر بإصدار سـندات بالدولار في السوق العالمية بحجة أن البنوك المحلية تطلب أسعار فائـدة عالية ، وكأن البنوك الأجنبية سوف تطلب أسـعار فائدة أقل ، علماً بأن العائد على السندات السـيادية الأردنية في سـوق لندن يتراوح اليوم حول 25ر6% مع أن السـعر بين البنوك هناك لا يزيد عن 5ر1%.
في هذا المجال لا نسـتثني الاقتراض من البنك الدولي أو صنـدوق النقد الدولي ، فهو أسـوأ من الاقتراض التجاري لأنه لا يقبل الشـطب أو التخفيض أو إعادة الجدولة. والفائـدة عليه تعادل السـعر التجاري مضافاً إليه نسبة محـددة. وليس له من ميزة سوى طول فترة السداد.
في الموازنة العامة تقدير للاقتراض الخارجي خلال سنة 2012 في حـدود 284 مليون دينار ، وهو بنـد مزعج ، إلا إذا كان يمثل مسـاعدات أو تمويل مستوردات رأسمالية وليس اقتراضاً تجارياً بحتاً. ( الراي )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات