خالد تاجا.. تمنيت لو عرفتك أكثر

تمنيت لو أني عرفتك أكثر.. لو أني كنت أحد الأصدقاء الكثر لك.. لو أني كنت قريباً منك.. تمنيت لو أني في الشام الآن لأضع كتفي تحت نعشك, فلأجل هذا يوجد الأصدقاء, وتمنيت قبل هذا الوقت لو أتيح لي الوقت لأبكي على صدرك الذي غمر الدنيا حباً ووفاءً للشام.
تمنيت كل هذا ولم أحظ بأي شيء منه, كنت مثار إعجاب لكل فنان أحب فنه وأخلص له, مثلك أيها الكهل الشاب الرائع, رائعة كانت بحة صوتك..نبراتك والحشرجة الحميمة بين الجملة وأختها, والنظرات خالبة اللب, وعميقة صادقة, أيها البهي..كنت البؤرة في كل قضايا مجتمعك, ويقيني أنك أردت رحيلك في هذا الوقت ليقيني بأنك ما ارتحت ولا أحببت هذا الوقت.
ملكت بجدك ومثابرتك كل اسمك.. خالد.. أيها الخالد البهي, سنذكرك كثيراً كما الدراما وجماهيرك التي لن تنساك والتي خسرتك الآن, كم تشبه أبي كنت وكم تشبه أخي وكم تشبهني أنا ولهذا يفجعنا فقدك وغياب صورتك, يا رائع التأثير والحضور.
إمض بسكينة ونفس زكية مطمئنه وكلنا سنذكرك وسنذكر تاجك الذي رصعته أعمالاً مشرفة, فمن ينسى التغريبة الفلسطينية وأبو الجميع, أبو أحمد, لك وعليك الرحمة يا الرجل النموذج الذي لن يكون مثله لفرادته وتميزه, فلا أحد يشبهك أبداً.
في كلماتك الأخيرة قبل أن تترجل, دعوت العرب الى التهامك منسفاً جاهزاً فلخصت كل همنا في ظلمنا لأنفسنا وفي فرقتنا التي آلمتك,قلت كل شيء يا صديقي فهل وعينا أي شيء ?!والى متى سنسمح لهم بجز أعناقنا من الوريد الى الوريد ?! الى متى سيمتطون ظهورنا أيها البهي ? أنت رحلت واسترحت..فماذا نفعل نحن ?!
رحمك الله أيها العزيز الغالي, سيظل مكانك خالياً طول الوقت ولن يشغله أحد, والعزاء الوحيد لنا أننا جميعنا سنتبعك. ( العرب اليوم )