الطوارق والامازيغ

الامازيغ ومنهم الطوارق, قبائل تمتد بين شمال افريقيا كله (المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا ومصر) والواحات والصحراء الكبرى (تشاد, النيجر, مالي, السنغال)..
والاسم المتداول هو البربر (كلمة سنسكريتية) اطلقها اليونان ثم الرومان على (الاغيار).
ينقسم الامازيغ الى مجموعات وقبائل حسب المهنة واللهجة, فلاحين (المصمودية) ورعاة (الصنهاجية) وخليط من الاثنين (الزناتية) وجميعهم خليط ناتج عن اندماج طويل بين الجماعات المحلية والهلاليين والكنعانيين والموجات الفينيقية والعرب عموما, سواء قبل الفتح الاسلامي وبعده. ويعيدهم مفكرون (امازيغ) مثل عثمان سعد وعبدالحميد بن باديس ومثل المفكر الليبي علي خشيم الى الارومة العربية, فهم من اهل الضاد على اطلاقهم..
اما الطوارق فهم حراس القوافل في الصحراء الكبرى, وفيهم ارستقراطية تعرف بـ الاهجار (النبلاء) ويتميز الطوارق بلباسهم الازرق وحجاب الرجال (بسبب الرمال) ومنهم الروائي ابراهيم الكوني..
وقد لعب الامازيغ (البربر) دورا كبيرا في فتح الاندلس بقيادة طارق بن زياد, وفي انقاذ الحكم العربي - الاسلامي فيها اكثر من مرة (دور يوسف بن تاشفين). وظهرت منهم مجموعات عسكرية - عقائدية - قبلية مثل (الموحدون) و (المرابطون).
كما لعب الامازيغ دورا كبيرا في مقاومة الاستعمارين الفرنسي والاسباني في المغرب والفرنسي في عموم دول شمال افريقيا, والايطالي في ليبيا, والبريطاني في دلتا النيل والواحات الغربية في مصر.
وتصدوا لمزاعم يهودية حول الاصل اليهودي لكاهنه البربر القديمة (الوثنية اصلا) وللسياسات الاستعمارية الفرنسية المعروفة (بالظهير البربري) وهي سياسات انعزالية حاولت اقامة كيانات او جيوب خاصة بهم, وفق الثقافة الفرنكفونية وتدوين لهجاتهم باللاتينية (معظمهم رد على ذلك بالتأكيد على العربية, وآخرون استخدموا حروفا امازيغية)..
ويلاحظ, عموما, انه بسبب وجود آلاف اللهجات بينهم فالعربية الفصحى, هي اللغة المشتركة بينهم عمليا..
وبالمجمل فان محاولات المستعمرين القدامى والجدد لم تتوقف لضرب عناصر الامة ببعضها من الشرق العربي الى الصحراء الكبرى, شمالا وجنوبا, ولا يزال نقص الاندماج المدني وعقود الفساد والاستبداد في خدمة هذه المحاولات, فضلا عن البلبلة والتشوش في مفهوم الامة نفسه, وهو مفهوم غير عرقي ينطلق من اندماج عناصر سلالية وثقافية في خطاب واحد عبر الاف السنوات. ( العرب اليوم )