التدخل في امتحان المجلس الطبي

وردت بعض الأخبار تفيد بأنّ بعض أصحاب النفوذ في الحكومة يحاول استغلال موقعه الحكومي بالتدخل في نتائج امتحانات الأطباء, وتفيد الأخبار أنّه تمّ استدعاء بعض القائمين على هذه الامتحانات, وتمّ الحديث معهم بمنتهى الصراحة المباشرة بضرورة إنجاح فلان "الراسب", وأنّ هذا المسؤول الحكومي من الطراز الرفيع يحاول تسييس هذا الامتحان بعدما قام بحملة تعيينات على خلفية سياسية وميول شخصية ومحسوبيات شللية.
أكاد أجزم أنّ دولة الرئيس لا يعلم بمثل هذه التصرفات التي تسيء إلى الأردن والشعب الأردني عامّة, كما تسيء إلى الناحية الصحيّة والطبية والعلمية للمملكة فضلاً عن الإساءة للحكومة التي تحاول جاهدة مكافحة الفساد بأقصى قدراتها وطاقاتها.
ولذلك يجب التحقيق الفوري بهذا الحدث, والوقوف على حيثياته, والوصول إلى المعلومات المؤكدة, وبعد ذلك لا بدّ من وقفة حازمة وحاسمة من التدخل في نتائج الامتحانات, ومحاولة الضغط على لجان الامتحانات ورؤساء اللجان بهذه الطريقة الفجّة وغير المقبولة.
ينبغي أن نعلم جميعاً أنّ المسألة العلمية وما يتعلق بهذا المجال من اختبارات وامتحانات يجب أن يخضعا إلى بيئة علمية نظيفة ونزيهة, ويجب أن نعلم أنّ الوساطات والمحسوبيات بهذا الموضوع تشكّل نوعاً من أبشع أنواع الفساد المعروف على مستوى البشرية; لأنّ الضرر المترتب على ذلك كبير وواسع ويتعدى أثره إلى الأجيال ومستقبل البلاد والعباد, والأكثر بشاعةً التدخل في المسألة الطبية تحديداً, لأنّ وصول بعض الأطباء إلى مراكز التأثير على الصحة العامّة وهم ليسوا أكفاء , يعد ذلك اعتداءً صارخاً على الصحة العامة واعتداءً كبيراً على حقوق الأردنيين جميعاً, ومن يتساهل بهذا الأمر أو تحدثه نفسه بالتسهال بهذا الأمر, يجب أن يقدم استقالته فوراً; لأنّه لا يصلح لهذا الموقع, ولا يتحمّل أمانة المسؤولية العامة.
إنّ سمعة الأردن الطبية جيدة, ومستوى الخدمة الطبية والصحية متقدم ومحل فخر واعتزاز لنا جميعاً ولأشقائنا العرب, ولذلك يجب الحفاظ على هذه السمعة, ويجب التقدم إلى الأمام على هذا الصعيد, ومحاربة الاختلالات التي تطرأ على هذا المجال بصراحة وبحس مرهف, ويجب إدخال اختبارات الجودة على القطاع العام, لا على القطاع الخاص فقط.( العرب اليوم )