هل مصير البلد معلق بموقف «الجماعة»؟

تم نشره الخميس 12 نيسان / أبريل 2012 04:12 صباحاً
هل مصير البلد معلق بموقف «الجماعة»؟
حسين الرواشدة

ثمة اصرار على اختزال «المشهد» بما له وبما عليه، بجماعة الاخوان المسلمين، لدرجة ان السؤال عن الاصلاح وما يترتب عليه من استحقاقات اصبح له عنوان واحد وهو: موافقة الاسلاميين او معارضتهم، وكأن مصير البلد كله معلق «بالجماعة» واذا اردنا ان ندقق في الصورة اكثر سنجد ما يشبه «الكارثة» خذ مثلا: قانون الانتخاب يجري تفصيله تحت «هاجس» سيطرة الاسلاميين او مقاطتهم، ووصفة «الاصلاح» السياسي بمجملها مرتبطة دائما بمدى القدرة على «اغراء» الحركة او اقناعها «بابتلاع» المطلوب.. وهكذا.

بدل ان نسأل: هل يناسب قانون الانتخاب الجديد الشعب الاردني، نسأل: هل سيحظى بموافقة الاسلاميين، نسأل: هل سيقاطع الاخوان الانتخابات، وبدل ان نسأل: هل يمكن اجراء الانتخابات في هذا العام، وهل تكفي ستة شهور لتأسيس «الهيئة المستقلة» واعادة تسجيل الناخبين وقبلها هل «سيقر» المجلس النيابي القانون.. ما زلنا ندور حول ثنائية «الاخوان والدولة».. وما زال «وهم» وصول الاسلاميين للسلطة يسكن عقولنا ويقيد ايدينا عن الكلام.. وعن الحركة ايضا.

اذن دعونا نخرج من هذا «اللغز» الذي انكشفت اسراره كلها، صحيح ان للاسلاميين «قوة» شعبية معتبرة ومقدرة، وانهم سيحظون بنصيبهم في اية انتخابات، وصحيح ان من حقهم الوصول الى السلطة، لكن الصحيح ان ثمة «اردنيين» اخرين يتطلعون الى اصلاح حقيقي وانتخابات عادلة و»تغيير» في معادلات السياسة كلها، ولا يجوز بالتالي حرمانهم من هذه «الحقوق» لمجرد الخوف «الوهم ان شئت» بان «عثرة» الاسلاميين تقف في الطريق.

السؤال الذي يفترض ان نطرحه هو: هل تحظى «وصفة»الاصلاح، بكل تفاصيلها وآليات تنفيذها ومداها الزمني المفتوح «برضى» الاردنيين وقناعاتهم؟ واذا كانت الاجابة، كما نسمعها في الشارع، هي: لا، فان اقحام الاسلاميين «كفزاعة» او اختزال الازمة فيهم وحدهم، يبدو مسألة غير مفهومة. وبالتالي فان الاخطر من مقاطعة الاسلاميين للانتخابات هو مقاطعة معظم «الاردنيين» لها، والاخطر من «بقاء» الاسلاميين في الشارع هو اصرار «الحراكات الشعبية» كلها على البقاء فيه.

ثمة من يريد - بالطبع - ان يقنعنا بان «الاسلاميين» هم باروميتر الشارع، وبان حركته بيدهم وقراره يصدر بامرهم، وهذا غير صحيح، فمع الاحترام لاخواننا الذين لم نسمع منهم هذا الكلام. فان اغلبية من يتحركون في ميادين الاصلاح هم من خارج الحركة الاسلامية، ويمثلون اطياف المجتمع بكافة تصنيفاته، واعتقد ان ما سمعناه منهم حول «الاصلاح» وقانون الانتخاب «وان كان يتلاقى مع موقف الاسلاميين في الغالب» يؤكد ان ما قدم حتى الان لم يقنعهم بالمشاركة، لا في الانتخابات، ولا في غيرها.

ما لم نطرد «فزاعات» الاخوان والديموغرافيا وغيرهما من «اوهام» ابقاء الوضع على حاله، وما لم نتنازل عن «منطق» الوصاية واحتكار الصواب، فان المسافة بيننا وبين الاصلاح ستبقى طويلة جدا.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات