نهر ادرينا وبحيرة فكتوريا

تم نشره الأحد 15 نيسان / أبريل 2012 04:18 مساءً
نهر ادرينا وبحيرة فكتوريا
موفق محادين

ما يجمع بين نهر ادرينا في اوروبا الوسطى وبحيرة فكتوريا في ادغال افريقيا, حكاية شقيقين تشبهنا هذه الايام.

في رواية يوغوسلافيه للكاتب ايفو اندريتش هي (جسر على نهر ادرينا) ان شقيقين من العرب اختطفا وهما طفلان وانتهى مصيرهما بصورة درامية: الاول صار رجل دين في خدمة ال هابسبورغ النمساوية, الثاني صار قائدا في خدمة الامبراطورية العثمانية. وكانت الصرب الارثوذكسية ميدان صراع بين هاتين الامبراطوريتين.

وكما تلاحظون فان العرب اليوم امام مصير مشابه لما تعرضت له صربيا الارثوذكسية من صراع بين امبراطوريات جرمانية كاثوليكية وبروتستنتينيه امبراطورية سلجوقية تتخذ من الاسلام ذريعة لها. والمهم في كل هذه الحالات ضرب البعد والهوية القومية وتحويلها الى طوائف تحت الحماية الاجنبية بعد ان تم تمزيقنا على جسر ادرينا الصربي مرة بضرب المركز القومي في مصر ثم العراق وهذه الايام, سورية, اما الذرائع سواء كانت حقيقية ام مزعومة فهي اقنعة وحسب هي وادواتها ومنابرها.

هذا عن جسر نهر ادرينا الصربي وظلاله العربية الراهنة, اما عن الشقيقين الاخرين على ضفاف بحيرة فكتوريا فاليكم قصتهما ايضا...

هما شقيقان بالمعنى الرمزي, الانثروبولوجي, ظلال هابيل وقابيل, واقصد هنا قبائل التوتسي وقبائل الهوتو والصراع المرير بينهما على امتداد البلدان التي تحيط بالبحيرة.. فالتوتسي قبائل رعوية ومروضو وحوش وصائدو جلود, فيما الهوتو قبائل زراعية وقد اكل الصراع بينهم حوالي مليون قتيل ولم يكن في واقع الحال سوى معركة بين الشركات الرأسمالية الامريكية والاوروبية حول النحاس والالماس والشاي والكاكاو (تساوي النفط والغاز في الحال العربية).

ولم تكن الشركات معنية كثيرا بالقربان المطلوب على غرار حكاية قابيل وهابيل ولا بطبيعة الكم نفسه اذا كان يخدم هذه الشركات, حتى ان امريكا اعترفت بيساري سابق زعيما للتوتسي في الكونغو نكاية بزعماء اليمين الهوتو في رواندا وبورندوي, حلفاء فرنسا والمهم عند كل هذه العواصم ما يذكرنا باحوالنا ايضا ما دام اي من الاخوين, قابيل اوهابيل مستعدا للقتال ضد اخيه بدعم الاجنبي.

(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات