الوضع السوري القائم.. إلى متى؟!
تم نشره الإثنين 16 نيسان / أبريل 2012 03:39 صباحاً

سلطان الحطاب
هل ستظل الأوضاع في سوريا تراوح في مستنقع الدماء وتظل المهمة الدولية احصاء عدد القتلى أو الشهداء أو الجرحى أو محاولة معرفة من هي الجهة التي تقوم بهذا.
أدرك الطرفان التركي والأردني أن الحل السياسي للأزمة السورية هو المخرج فقد تغير الخطابان التركي والسوري بدرجات متفاوتة ولعل ذلك لكون الطرفين يحسان بالمأساة السورية ويعيشانها أكثر من أي أطراف أخرى.. فحدود البلدين يعبرها اللاجئون السوريون الذين يحتاجون الى الحماية والايواء والمساعدة وليس الى استمرار الخطب والوعود والانتظار..
ربما يطول ليل السوريين فالنظام يشتري الوقت ويجد دعماً سياسياً ما زال قائماً ومستمراً حتى الآن من طرف بلدين عضوين دائمين في الأمم المتحدة هما روسيا والصين ورغم كل الضغوط التي يجري الحديث عنها على البلدين الا أنها لم تصل حد جعلهما يراجعان موقفهما ..بل ان الموقف الروسي ما زال يرى استمرار الوقوف الى جانب النظام السوري وهذا ما عكسته لقاءات وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي أخيراً كما ان الصين عبرت عن نفس الموقف من خلال تصريحات جديدة للخارجية الصينية ..
بموازاة ذلك ما زال هناك دعم مادي عسكري ومدني ولوجستي ايراني لسوريا وبمشاركة عراقية تتفهم العلاقة الايرانية السورية وتحرص عليها ويضاف الى ذلك دعم وتأييد حزب الله للنظام السوري على أكثر من مستوى أبرزها ابقاء التوازن في لبنان لصالح بقاء النافذة السورية مفتوحة ولصالح بقاء قوى سياسية عديدة تؤيد النظام السوري في مواجهة قوى أخرى تقف ضده..وتوازن الردع هذا ليستفيد منه النظام السوري ..
اكثر الاطراف تضرراً هو الشعب السوري الذي يعيش المعاناة والقتل والحصار وظرف المعيشة الصعبة وقد وصل عدد السوريين الذين أصابتهم أضرار الحرب مباشرة اكثر من مليون سوري وهناك مئات الالاف يتوزعون على المنافي وخاصة في تركيا والأردن حيث يزيد عدد اللاجئين السوريين الى الأردن عن مائة ألف لم تتوفر لهم فرص الايواء والعيش وما زالت أوضاعهم تثير الكثير من الأسئلة عن غياب المجتمع الدولي الذي يكتفي بالتصريحات..
عشرات الوفود الدولية الرسمية ومن منظمات المجتمع المدني الدولي غير الرسمية زارت مناطق الحدود السورية الاردنية وكتبت تقارير وصورت، وهناك تقارير عديدة تتدفق على سفارات الدول الاجنبية وهناك مبعوثون لهذه السفارات يصلون الى الحدود ويتفقدون التجمعات اللاجئة وآخر هذه الوفود السفير الفرنسي ايريك شوفالييه الذي حطت رحاله في مدينة الرمثا وتحاور مع بعض اللاجئين عبر الترجمة واصطحب صوراً ملتقطة وأدلى بتصريحات وأطلق وعوداً عن مساعدات ستصل ..
زيارة السفير استطلاعية وهناك زيارات سبقت لسفراء آخرين من العرب والاجانب وزيارات آخرى في الطريق واوضاع اللاجئين السوريين ما زالت على حالها من البؤس والمعاناة والافتقار لشروط الحياة الانسانية وقد يتضاعف الأمر سوءاً فهؤلاء اللاجئون بحاجة الى حماية والى أمن بعدما جرى الاعتداء على اللاجئين السوريين على الحدود التركية اذ لا ضمانات ان يقع عليهم عدوان أو يندس في صفوفهم وبين ظهرانيهم عملاء يلحقون بهم الأذى وقد أثبتت التقارير أن عدة محاولات جرت لولا بعض اليقظة.
مع استمرار الحالة السورية وعقم الحل السياسي وعدم توفره حتى الان فإن أوضاع اللاجئين السوريين الذين يزدادون لا بد من مناقشتها بشكل جاد وموضوعي بعيداً عن الفزعة وحتى وطأة الحالة السياسية ومفارقاتها بل لا بد من الالتفات للحالة الانسانية المتفاقمة واذا كان المجتمع الغربي ممثلاً في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذي تتقدمه الحماسة الفرنسية لم يقدم للمعارضة السورية سوى الدعم الخطابي وقرارات لم توقف القتل حتى الان ..فهل يمكن لهذه الاطراف مساعدة اللاجئين السوريين عملياً وبمساعدات لوجستية واضحة وسريعة؟..لماذا لا تفترض هذه الاطراف أن زلزالاً وقع وان تسونامي قد حصل وان ذلك يستلزم تدفق المساعدات وتوفير شروط الايواء؟..ماذا ينتظر هؤلاء ؟ أين الجدية؟ ولماذا يظل العبء على الاردن وحده الذي قدم كل ما في استطاعته؟..حان الوقت لانخراط دول وبشكل رسمي وملموس لمساعدة هؤلاء اللاجئين فلا يكفي ما يقدمه الهلال الاحمر الاماراتي ومساعدات شبيهة من منظمات سعودية وكويتية ذات طابع انساني وديني..على المجتمع الدولي ان يؤكد ارادته في الوقوف الانساني الى جانب هؤلاء اللاجئين ليثبت مصداقيته بدل استمرار الكلام في زمن القتل..( الراي )
أدرك الطرفان التركي والأردني أن الحل السياسي للأزمة السورية هو المخرج فقد تغير الخطابان التركي والسوري بدرجات متفاوتة ولعل ذلك لكون الطرفين يحسان بالمأساة السورية ويعيشانها أكثر من أي أطراف أخرى.. فحدود البلدين يعبرها اللاجئون السوريون الذين يحتاجون الى الحماية والايواء والمساعدة وليس الى استمرار الخطب والوعود والانتظار..
ربما يطول ليل السوريين فالنظام يشتري الوقت ويجد دعماً سياسياً ما زال قائماً ومستمراً حتى الآن من طرف بلدين عضوين دائمين في الأمم المتحدة هما روسيا والصين ورغم كل الضغوط التي يجري الحديث عنها على البلدين الا أنها لم تصل حد جعلهما يراجعان موقفهما ..بل ان الموقف الروسي ما زال يرى استمرار الوقوف الى جانب النظام السوري وهذا ما عكسته لقاءات وزير الخارجية السوري مع نظيره الروسي أخيراً كما ان الصين عبرت عن نفس الموقف من خلال تصريحات جديدة للخارجية الصينية ..
بموازاة ذلك ما زال هناك دعم مادي عسكري ومدني ولوجستي ايراني لسوريا وبمشاركة عراقية تتفهم العلاقة الايرانية السورية وتحرص عليها ويضاف الى ذلك دعم وتأييد حزب الله للنظام السوري على أكثر من مستوى أبرزها ابقاء التوازن في لبنان لصالح بقاء النافذة السورية مفتوحة ولصالح بقاء قوى سياسية عديدة تؤيد النظام السوري في مواجهة قوى أخرى تقف ضده..وتوازن الردع هذا ليستفيد منه النظام السوري ..
اكثر الاطراف تضرراً هو الشعب السوري الذي يعيش المعاناة والقتل والحصار وظرف المعيشة الصعبة وقد وصل عدد السوريين الذين أصابتهم أضرار الحرب مباشرة اكثر من مليون سوري وهناك مئات الالاف يتوزعون على المنافي وخاصة في تركيا والأردن حيث يزيد عدد اللاجئين السوريين الى الأردن عن مائة ألف لم تتوفر لهم فرص الايواء والعيش وما زالت أوضاعهم تثير الكثير من الأسئلة عن غياب المجتمع الدولي الذي يكتفي بالتصريحات..
عشرات الوفود الدولية الرسمية ومن منظمات المجتمع المدني الدولي غير الرسمية زارت مناطق الحدود السورية الاردنية وكتبت تقارير وصورت، وهناك تقارير عديدة تتدفق على سفارات الدول الاجنبية وهناك مبعوثون لهذه السفارات يصلون الى الحدود ويتفقدون التجمعات اللاجئة وآخر هذه الوفود السفير الفرنسي ايريك شوفالييه الذي حطت رحاله في مدينة الرمثا وتحاور مع بعض اللاجئين عبر الترجمة واصطحب صوراً ملتقطة وأدلى بتصريحات وأطلق وعوداً عن مساعدات ستصل ..
زيارة السفير استطلاعية وهناك زيارات سبقت لسفراء آخرين من العرب والاجانب وزيارات آخرى في الطريق واوضاع اللاجئين السوريين ما زالت على حالها من البؤس والمعاناة والافتقار لشروط الحياة الانسانية وقد يتضاعف الأمر سوءاً فهؤلاء اللاجئون بحاجة الى حماية والى أمن بعدما جرى الاعتداء على اللاجئين السوريين على الحدود التركية اذ لا ضمانات ان يقع عليهم عدوان أو يندس في صفوفهم وبين ظهرانيهم عملاء يلحقون بهم الأذى وقد أثبتت التقارير أن عدة محاولات جرت لولا بعض اليقظة.
مع استمرار الحالة السورية وعقم الحل السياسي وعدم توفره حتى الان فإن أوضاع اللاجئين السوريين الذين يزدادون لا بد من مناقشتها بشكل جاد وموضوعي بعيداً عن الفزعة وحتى وطأة الحالة السياسية ومفارقاتها بل لا بد من الالتفات للحالة الانسانية المتفاقمة واذا كان المجتمع الغربي ممثلاً في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الذي تتقدمه الحماسة الفرنسية لم يقدم للمعارضة السورية سوى الدعم الخطابي وقرارات لم توقف القتل حتى الان ..فهل يمكن لهذه الاطراف مساعدة اللاجئين السوريين عملياً وبمساعدات لوجستية واضحة وسريعة؟..لماذا لا تفترض هذه الاطراف أن زلزالاً وقع وان تسونامي قد حصل وان ذلك يستلزم تدفق المساعدات وتوفير شروط الايواء؟..ماذا ينتظر هؤلاء ؟ أين الجدية؟ ولماذا يظل العبء على الاردن وحده الذي قدم كل ما في استطاعته؟..حان الوقت لانخراط دول وبشكل رسمي وملموس لمساعدة هؤلاء اللاجئين فلا يكفي ما يقدمه الهلال الاحمر الاماراتي ومساعدات شبيهة من منظمات سعودية وكويتية ذات طابع انساني وديني..على المجتمع الدولي ان يؤكد ارادته في الوقوف الانساني الى جانب هؤلاء اللاجئين ليثبت مصداقيته بدل استمرار الكلام في زمن القتل..( الراي )