المواطن إذ يدفع ضريبة الثقافة..!!
ما فائدة فرض ضريبة لدعم صندوق الثقافة بنسبة 5% من إعلانات الصحف والإذاعات والفضائيات إذا كان الذي سيتحمّلها هو المواطن(المستهلك) وليس الصحيفة أو الإذاعة أو الفضائية..؟؟!!
أمر مذهل أن يتم تحميل المواطن هذه الضريبة فوق ما ينوء به من ضرائب عديدة باهظة، وحسب مسؤولي إدارات الصحف فإن الضريبة الجديدة سترفع الكلفة الإعلانية بنسبة (5.8%) باعتبارها ستكون خاضعة لضريبة المبيعات، وبالتالي فإن المستهلك سيتحمل هذا الارتفاع، ناهيك عن أن بعض الصحف، وهو أمر مستهجن وغريب، قررت تحميل المستهلك أو المعلن كلفة الضريبة الجديدة كاملة، أي أن الذي سيدفع ضريبة دعم الثقافة هو المواطن وليس الصحيفة..!!
وبعيداً عن الخوض في مدى قانونية أن تعمد بعض الصحف إلى تحميل كلفة الضريبة الجديدة للمواطن، وحتى لو افترضنا أن بعض الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى لن تفعل ذلك بصورة مباشرة، فإنها ستلجأ عاجلاً أو آجلاً إلى رفع كلفة الإعلان ولو بشكل تدريجي بحيث تغطي نسبة هذه الضريبة، وبالتالي فإن الذي سيدفع فاتورة الثقافة هو المستهلك المسكين، الذي سيظل عليه أن يدفع ويدفع، ولن ترضَ عنه الحكومة مهما دفع ودفع..!!
كنا كتبنا في وقت سابق، بأن دعم الثقافة أمر مطلوب، ولكن دعم سنابل القمح أهم وأولى، لا نقللك من أهمية إنشاء صندوق لدعم الثقافة، ولكن قبل ذلك كان على الحكومة أن تعمل على إنشاء صناديق لدعم القمح والخبز والملح.. فهذه أهم بدرجات من صندوق دعم الثقافة، فالشعب في أتون الأزمات يأكل خبزاً ولا يأكل ثقافة..!!