كل شيء بيد الملك

تم نشره الإثنين 16 نيسان / أبريل 2012 04:21 مساءً
كل شيء بيد الملك
عبدالله المجالي
منذ اعتقال النشطاء السياسيين على خلفية أحداث الطفيلة والدوار الرابع، والحكومة تعد بالإفراج عنهم، لكن الأيام مرت ومرت دون أن تفلح الحكومة بالإيفاء بوعدها.
آخر هذه الوعود كان على لسان رئيس الحكومة عون الخصاونة في مؤتمره الصحفي الذي عقده الاثنين الماضي.
لا ندري ماذا فعلت الحكومة للإفراج عنهم، ولكن الذي حصل هو أن الملك عبد الله الثاني أوعز للحكومة أمس باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة وبالسرعة الممكنة للإفراج عن جميع الموقوفين.
بعد ساعات من هذا الإيعاز، صرح النائب العام لدى محكمة أمن الدولة اللواء القاضي العسكري إنه سيتم اليوم بناء على التوجيهات الملكية الإفراج عن 32 موقوفا من أصل 41 من الموقوفين على خلفية أحداث الطفيلة والدوار الرابع.
ولا أدري أين الحكومة في ذلك؟
من أدار أزمة معتقلي الطفيلة والدوار الرابع، أخطأ خطأين فادحين؛ فما الذي يريدنا أن نفهمه من فشل الحكومة عن الإفراج عن الموقوفين رغم الوعود المتكررة، فيما يفرج عنهم بعد ساعات من إيعاز الملك بذلك؟ ألا يريدنا أن نفهم أن كل شيء بيد الملك.
كان الأجدى أن تتولى الحكومة الملف وتنهيه بالطريقة التي ترتئيها، دون الزج بالملك ليتحمل ما يمكن أن يفهم منه أنه هو من أمر باعتقالهم، وأصر على الاستمرار بذلك، مع ما رافق الاعتقال من إهانات وسوء معاملة. هذا هو الخطأ الأول وهو غير مقصود على ما أعتقد.
الخطأ الثاني، وأعتقد أنه مقصود، هو تأكيد الانطباع لدى الشعب الأردني وقواه السياسية والمدنية، بأن الحكومة، أية حكومة مهما كان رئيسها، لا تملك من أمرها شيئا، فالربط والحل ليس بيدها. وهذا خطأ لا يقل فداحة عن الخطأ الأول.
كان يمكن أن يترك للحكومة إدارة هذا الملف، وكان يمكن للتدخل الملكي أن لا يكون علنيا، لكن يبدو أن القوى فوق الحكومية، لا تزال تصر على إهانة الحكومات، والمؤسسات المنتخبة، ولذلك فهي ستبقى سدا منيعا أمام أية حكومة قوية منتخبة تستمد قوتها من الشعب، وما قانون الانتخاب الذي اضطرت حكومة الخصاونة إلى إقراره إلا مدماك في هذا السد.
على أن الخطير هو أن تلك القوى فوق الحكومية لا تستطيع أن تعلن عن نفسها، لذلك فهي تزج بالملك لتعلن أنه الآمر الناهي وبيده الحل والربط، ولا تدرك، أو تدرك، أن هذا الأمر يحمّل الملك شخصيا مسؤولية كل الأخطاء التي يرتكبونها عن قصد أو غير  قصد.
(السبيل )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات