ثنائية التطهير والتزييف

ثنائية التطهير العرقي ، والتزييف والتزوير.. هما المحور الرئيس للصهيونية ، منذ أن وطأت أقدام العدو اول ذرة من تراب فلسطين في اواخر القرن التاسع عشر، وستبقى هذه الاستراتجية هي البوصلة التي توجهه لاقتراف جرائمه، الا أن يتم رد هذه الغزوة الهمجية ، كما تم رد الهجمات الاخرى عبر التاريخ.
لا مجال لاستعراض جرائم العدو ، والمذابح والمحارق التي ارتكبها ولا يزال... وسنقصر حديثنا على ما يقوم به في مدينة القدس، اذ يتزامن التطهير العرقي والتزوير في أبشع صورة ، على مرأى من العالم الذي فقد احساسه ، أو بالأحرى فقد ضميره.
ولنبدأ بآخر قرار.. وهو اقامة متحف يهودي في ساحة البراق، وعلى مساحة ثلاثة دونمات، والتي يسميها العدو “حائط المبكى” وهو التزوير بعينه، فهذا الحائط هو جزء اصيل من اسوار الاقصى ، التي اقامها الخليفة الوليد بن عبدالملك ، كما أن اللجنة الملكية التي كلفتها بريطانيا للنظر في احداث البراق عام 1929، أكدت أن هذا الحائط اسلامي ، ولا علاقة لليهود به.
ان اقامة هذا المتحف هو ترويج للرواية العبرية ، واستمرار لنهج التزوير ، واستمرار للعمل على طمس الرواية العربية الاسلامية .. والتي تشهد عليها وتؤكدها كل الاثار والابنية الوقفية التاريخية والقصور الاموية ، والمقابر والمدارس والجبال والهضاب .. وكل زاوية وبلاطة في شوارعها وازقتها القديمة، وكل حجر في اسوارها ، فعمد الى تجريف الابنية الوقفية، والقصور التاريخية، والمدارس المحيطة بالمسجد ، وكل منها يرمز الى مرحلة تاريخية في تاريخ المدينة، واقام حدائق توراتية تحيط بالمسجد، أطلق على أكبرها حديقة “الملك داوود” امعانا في التزوير، وكنسا عبرية ،وقام بتجريف أكبر المقابر، وأقدمها، مقبرة “مأمن الله” والتي تضم رفات الصحابة وعلماء المسلمين” الامام الغزالي،رابعة العدوية” وجنود الفتح، وجنود صلاح الدين، وأقام على جزء من ارضها “متحف السلام” .. فالسلام في العرف الصهيوني لا يقام الا على رفات الاموات...!1
آخر صرعات التزوير هذه .. هو قيامه بنزع حجارة من اسوار الأقصى ، واستبدالها بأخرى تحمل كتابات عبرية .. امعانا في التضليل.!!
عالم الاثار الاسرائيلي الابرز”فلنكشتاين” أكد أن اسرائيل لم تعثر على حجر واحد ، أو على فخارة واحدة ..تؤكد اقامة الهيكل في مدينة القدس ، وهذه الشهادة الاسرائيلية ، تؤكد شهادة د. كمال الصليبي ، وشهادة فاضل الربيعي، بان الدولة اليهودية .. دولة سليمان وداوود ، لم تقم مطلقا في فلسطين، بل في جنوب الجزيرة العربية.
وفي هذا الصدد، لا بد من التأكيد على حقيقة واحدة ، وهي أن العدو لم يستند الى الحق ، ولا الى التاريخ ، عندما أحتل فلسطين بمساعدة بريطانيا ومن ثم اميركا، وانما اعتمد فقط على القوة الباغية، والتي لا يؤمن بغيرها، فهو مسكون بعقلية القلعة ، التي تسيطر على افعاله وسكناته، وتحكم قراراته، وقد سخر الاساطير واحقاد الحاخامات لتبرير جرائمه ولا يزال.. فالشعوب الاخرى “غوييم” لا تستحق الحياة.
باختصار...الرد على ثنائية التطهير والتزييف ..لا يكون الا بالمقاومة ، فهي السبيل الوحيد للجم العدو وتحرير الارض والقدس والاقصى، وسوى ذلك هو مزيد من الخداع والسراب و الضياع.
(الدستور)