بعد الثورة على الرجعية والثورة على الديكتاتورية، الخوف على الثورة الثالثة!
تم نشره الأربعاء 18 نيسان / أبريل 2012 03:40 مساءً

طارق مصاروة
لم تنجح «القاعدة» في السيطرة على ولاية في حجم ابين اليمنية إلا في الصومال، فهذا التنظيم الإرهابي السري بقي تحت الأرض حتى في صحراء العراق، لكن الصراع في اليمن بين حزب المؤتمر والحزب الاشتراكي، بين انفصاليي الجنوب والوحدة، بين الحوثيين الذين يريدون بعث زيدية الحكم والدولة المدنية.. بين هذا النمط من الصراعات تسللت «القاعدة» لتسيطر على مدن كلودر، وجعار، وزنجبار.. وسط رعب سكاني هائل هرب بسببه 160 ألفاً من سكانها، ووجد الشباب أن مهمة التظاهرات انتهت، وتحولوا إلى ميليشيات مسلحة تدافع عن الدولة التي كانوا ضدها في الشارع عاماً كاملاً!!.
العمى السياسي هو الوليد الشرعي للعناد والأُميّة السياسية. فكلمة ثورة لها سحرها في العالم العربي، وكأنها، وحدها، الكفيلة بنقل الأمم من الفقر إلى الغنى، ومن الجهل إلى العلم، ومن المرض إلى الصحة، مع أن العالم العربي يعيش منذ أكثر من نصف قرن على وقع طبول الثورات، ومشي بساطير العسكر في شوارع المدن، وعلى كرامات وحريات الناس.
لقد اطاحت هذه الثورات فعلاً بالأنظمة الرجعية المتعفنة التي نشأت مع الاستعمار القديم أو مع العبودية العثمانية، لكن الاطاحة بالنظام الرجعي المتعفن لا يكفي لاقامة الحرية والكرامة والعدالة. فالعسكر الذين ركبوا موجة التغيير اعادوا انتاج الأنظمة المبادة، بنظام أكثر سوءاً وما هذه الثورات الربيعية على مدى ساحة الوطن إلا ثورات على العسكر!!.
- ونسأل: هل نجح جيل الثورة الثالثة في اقامة المجتمع الجديد الذي يوازي سحر كلمة الثورة؟!
- ونقول: ما يزال عمر مخاض الثورة الثالثة عاماً وبعض العام. وهذا عمر لا يكفي للحكم بعدالة على مرحلة نتواضع كثيراً ونسميها مرحلة الديمقراطية. رغم أن ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا وحتى في تونس ما يجعل الجميع يضع يده على قلبه، ويدعو للخلاص من هذا الشك في نتائج المرحلة الدموية.. فالثورة الثالثة كانت الأكثر وجعاً، في الجسم المنهك بالديكتاتوريات والقمع والفقر!!. _ الرأي _
العمى السياسي هو الوليد الشرعي للعناد والأُميّة السياسية. فكلمة ثورة لها سحرها في العالم العربي، وكأنها، وحدها، الكفيلة بنقل الأمم من الفقر إلى الغنى، ومن الجهل إلى العلم، ومن المرض إلى الصحة، مع أن العالم العربي يعيش منذ أكثر من نصف قرن على وقع طبول الثورات، ومشي بساطير العسكر في شوارع المدن، وعلى كرامات وحريات الناس.
لقد اطاحت هذه الثورات فعلاً بالأنظمة الرجعية المتعفنة التي نشأت مع الاستعمار القديم أو مع العبودية العثمانية، لكن الاطاحة بالنظام الرجعي المتعفن لا يكفي لاقامة الحرية والكرامة والعدالة. فالعسكر الذين ركبوا موجة التغيير اعادوا انتاج الأنظمة المبادة، بنظام أكثر سوءاً وما هذه الثورات الربيعية على مدى ساحة الوطن إلا ثورات على العسكر!!.
- ونسأل: هل نجح جيل الثورة الثالثة في اقامة المجتمع الجديد الذي يوازي سحر كلمة الثورة؟!
- ونقول: ما يزال عمر مخاض الثورة الثالثة عاماً وبعض العام. وهذا عمر لا يكفي للحكم بعدالة على مرحلة نتواضع كثيراً ونسميها مرحلة الديمقراطية. رغم أن ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا وحتى في تونس ما يجعل الجميع يضع يده على قلبه، ويدعو للخلاص من هذا الشك في نتائج المرحلة الدموية.. فالثورة الثالثة كانت الأكثر وجعاً، في الجسم المنهك بالديكتاتوريات والقمع والفقر!!. _ الرأي _