ما حاجتنا لـ «أبو قتادة» في الأردن؟

تم نشره السبت 21st نيسان / أبريل 2012 03:39 صباحاً
ما حاجتنا لـ «أبو قتادة» في الأردن؟
حلمي الأسمر

يشبه الداعية الإسلامي عمر محمود محمد عثمان (52 عاماً)، الملقب بـ «أبو قتادة» حبة البطاطا الساخنة التي تريد بريطانيا التخلص منها ورميها في وجه الأردن، فالحكومة البريطانية تحاول التخلص من أبو قتادة منذ أكثر من 10 سنوات، وترحيلها إلينا بسبب مخاوف من استخدام ادلة ضده يتم الحصول عليها من خلال تعذيبه في الاردن كما قالت في حينه، ويبدو أنها أعادت فتح الملف مجددا كجزء من استعداد البلاد لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية، ومن حسن الطالع أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عادت ومنعت بريطانيا من تسليمه للأردن، حيث طلب محاميه إعادة النظر في الملف وإحالة القضية إلى الغرفة الكبرى أعلى هيئة في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، علما بأن طلب محامي أبو قتادة وصل إلى المحكمة بالفاكس قبل ساعة فقط من انتهاء مهلة استئناف قرار الحكومة البريطانية بالترحيل، رغم أن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت إن وزارة الداخلية البريطانية أكدت بأن الموعد النهائي لتقديم استئناف إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان انتهى قبل أن يقدم محامو أبو قتادة طلب استئناف للمحكمة!!

قضاة المحكمة الآن سيقررون فيما بعد ما إذا كانوا يوافقون على هذه الإحالة، فيما ستطبق أثناء ذلك المادة التاسعة والثلاثون من نظام المحكمة، التي تطلب أن تعلق الدولة المعنية آلية الإبعاد ريثما يتم البت في القضية، وهذا سيستغرق «بضعة أسابيع» كما يقول القانونيون.

الحمد لله أن أمامنا بضعة أسابيع لعرقلة قرار بريطانيا في الترحيل، وفي الأثناء فإنني أدعو الحكومة بكل شدة أن تحاول بشتى الطرق رفض تسلم أبو قتادة تحت أي ظرف، إلا إذا كانت تنوي تبرئته من التهم التي حوكم عليها غيابيا، وإرساله إلى بيته، وهذا طبعا مستبعد جدا، فهي تعتقل زميل أبو قتادة المعروف باسم «أبو محمد المقدسي» الذي حوكم في نفس قضية أبو قتادة المعروفة بتفجيرات الألفية وصدر بحقه حكم بالبراءة بعد سنتين من الاعتقال، لينقل بعدها للسجن مرة أخرى ليمكث فيه بعد البراءة!

ما حاجتنا لرجل تصفه أجهزة مخابرات غربية بالذراع اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في أوروبا؟ ووزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي التي زارت عمّان بهدف ترتيب ظروف نقل ابو قتادة، تنقل عن المحاكم البريطانية قولها أن أبو قتادة رجل خطير.. وهو خطر على أمنهم القومي ويجب ترحيله إلى الأردن؟ فلم نحمل هذا الملف اللاهب نيابة عن بريطانيا؟ ألا يشكل أيضا عبئا إضافيا على البلد؟

المعلومات المسربة من هنا وهناك تزعم بأن عمّان تعرضت لضغوط بريطانية لقبول ذلك، ونكاد لا نشك للحظة أن «عودة» الرجل لعمّان ستشكل عنوان أزمة أردنية داخلية جديدة، نحن في غنى عنها، في ظل وفرة وافرة من المشكلات والملفات الساخنة، وإن لم يكن ثمة ضغوطات أو صفقات، فما الذي تغير في موقف الحكومة، ولم وافقت فجأة على القبض على هذه الجمرة؟ خصوصا وإن الرجل سيصل الأردن – إن تم هذا الأمر لا سمح الله- وعيون منظمات حقوق الإنسان على محاكمته ‹مما سيفسح للرجل المجال للحديث› علما بأنه ‹من أكثر قيادات السلفية الجهادية قدرة على التعبئة والتجنيد ويعتبر فيلسوف الحركة السلفية الجهادية› كما يقول شريكه في كتابة بعض المؤلفات حسن أبو هنية!؟

إذا كانت بريطانيا «العظمى» غير قادرة على احتمال أبو قتادة على أرضها، فما حاجتنا في الأردن بهذا الحمل الثقيل؟ ولم نبحث عن مزيد من المتاعب لبلد مثقل بالأزمات، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، من صفقات أو تفاهمات مقبوضة الثمن، دون نظر إلى خطورة هذا الأمر على أمن البلد!! ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات