المديونية..أرقام مهينة..من المسؤول؟ .

تم نشره الإثنين 23rd نيسان / أبريل 2012 02:51 مساءً
المديونية..أرقام مهينة..من المسؤول؟ .
عمر عياصرة

ثمة سلوك نفسي متعمَّد في الحديث عن أرقام الميزانية، ففي بعض الأحيان تراهم يذكرون الرقم بالدينار ليظهر المأزق أقلّ حدّةً، وفي أحيان أخرى يذكرونه بالدولار وعندها تظهر الأزمة بوجهها الحقيقي.
مديونيتنا كبيرة وتسارع تضخمها المذهل يشعرنا بالإهانة، فالرقم اقترب من العشرين مليار دولار أو قُل أربعة عشر مليار دينار أردني.
هناك ملاحظتان على هذا الرقم الفاجر للميزانية، أولهما أنّ المديونية تراكمت سريعا فقط خلال عقد من الزمن، وحتى نكون أكثر دقة "فثلثي الميزانية" جاءت في السنوات العشر الأخيرة.
الملاحظة الثانية أنّ تراكم المديونية غير المفهوم جاء مصاحبا لبيع مجموعة من الأصول المحلية (فوسفات، بوتاس، خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والمواصلات والخ..)، وقد سيق حينها لتبرير البيع حجج سداد الميزانية.
أين ذهبت المديونية وأين صرفت؟ أسئلة وطنية مشروعة وتحتاج إلى إجابات، لكن تبقى المشكلة في توافر من يملك الإجابة جراءةً ومعلومة.
هذه المديونية التي لم يرَ منها المواطن أبيض ولا أسود، تحتاج إلى وقفة حقيقية وجادة لاستقصاء حقيقة وتفصيلات مصارفها وكم نال الفساد منها.
المديونية في حالتها الأردنية لا يمكن أن تكون إلاّ عنوانا على فشل الإدارة الأردنية في السنوات الأخيرة، نعم لقد فشل كل من أدار البلد، وفشلهم هذه المرة كان قاصما للظهر مستورا في تفصيلاته مفضوحا في عمومياته.
حجم الفساد الذي كشف الستار عنه في الآونة الأخيرة قد يستطيع تقديم تفسير لتراكم المديونية غير المسبوق، فالمال العام تعرّض في سنوات المديونية إلى نهب منظّم وسرقة قانونية لم يشهدها تاريخنا المعاصر.
أين ذهبت المديونية؟ سؤال بات يؤرّقنا، فلم نشهد نهضة في بنيتنا التحتية، بل على العكس ها نحن نراها تهترئ أمامنا دون أن نتمكّن من تدارك ذلك أو تغيير وقائعه.
يا من استدنتم، اخبرونا أين ذهبت الأموال، اخبرونا وقد بعتم أصولنا المحلية ما الذي جرى، إلى من تسرّبت خزينة أموال الأردنيين، وفي أيّ الجيوب تسكن الآن؟
أغرب الأحداث أن نرى مظاهرات الولاء تطالب بإبقاء الوضع على ما هو عليه، وتظهر كأنّها تدافع عن مرحلة سابقة، وهنا أتساءل، ألا يرى هؤلاء المتظاهرون أنّهم قد تعرّضوا لسرقة تاريخية تحتاج منهم على أقلّ تقدير لهمس واضح.

(السبيل)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات