اكاديميون يعيقون مسيرة التعليم...!
تم نشره الإثنين 23rd نيسان / أبريل 2012 03:30 مساءً

احمد النسور
اساتذة جامعيون لا يرتقون الى المستوى العلمي والسلوكي الحقوا بالهيئات التدريسية في الجامعات الاردنية زلفى بالوساطة والمحسوبية... هذا ليس شطط قول لضال يلقي الكلام على عواهنه او مغرض او متجن او عابر سبيل او طالب مخفق يلوذ بأسباب تدفع عنه اسباب التقصير انما هو حديث لوزير الثقافة الدكتور صلاح جرار وهو استاذ جامعي واكاديمي سابق مما يجعلنا نقف امام هذه الصرخة الجريئة متأملين حاسري الغطاء عن ابصار اغشتها عماية الهوى عن رؤية الصواب .... هؤلاء الاساتذة دخلوا حرم الجامعات على اكتاف ضغوط اجتماعية ورسمية ووعود واغراءات مارستها جهات عديدة مما اضعف البناء المعرفي والعلمي وهز مصداقية التعليم, لدرجة ان بعض هؤلاء لا يتقن لغة البلد التي يحمل شهادتها ....! عجز هؤلاء بدا ظاهرا في تخليهم عن مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية واخلاقيات التعليم ليداروا ضعفهم الاكاديمي بما اظهروه من تحيز ومحاباة وتحريض وتجييش واللعب على اوتار العصبيات البغيضة مما جعلهم غير جديرين بثقة المجتمع الطلابي, وتحولت الجامعات الى ميدان لتصفية الحسابات بكافة تجلياتها وارديتها المقنعة بأسباب التخلف لا مكانا لانتاج العلم والمعرفة على نار البحث والصقل والتهذيب... لقد توسع التعليم الكمي واصبح لدينا العديد من الجامعات في القطاعين العام والخاص, وبدلا من ان يرتقي المجتمع وتتطور الذائقة القيمية والاخلاقية والكفايات الاكاديمية تسيدت النزاعات والعداوات والعنف والتعصب, ورأينا انحدارا خطيرا في مخرجاتنا التعليمية ... وصار جل همنا وقف ما استوطن لدينا من سلوكات هجينة سيطرت على مجتمع الجامعات وانتقلت مدياتها الى المجتمع المحلي مما حدا بالجميع الى التهيؤ والاخذ بالاسباب في مواجهة خطر العنف الجامعي الذي نما في احضاننا وبرعاية غير بريئة رسمتها سياسات حمقاء عادت بنا الى ما قبل الدولة... وزارة التعليم العالي التي انشئت من اجل رعاية الجامعات والمساهمة في تطويرها اصبحت جزءا من المشكلة لا سببا في ايجاد حلول لقضايا التعليم العالي بل ان وظيفتها الرئيسة قد تحولت الى بسط نفوذها على مجالس امناء الجامعات وتعيينهم واصبحت اداة لتدخل في القرارالحكومي لاقالة رؤساء جامعات وتعيين آخرين مما افقد التعليم الجامعي حصانته. وبدلا من ان تكون الجامعة حرما للعلم اصبحت ملاذا لتنمية العصبيات والجهويات على موائد التدخلات الخارجية الضارة ... ان التعليم الجامعي بحاجة الى استقلالية كاملة بعيدا عن التغول الرسمي بما يعزز من لغة الحوار الايجابي ويرفع من سوية مخرجات التعليم بما يحفظ للمجتمع امنه واستقراره ويمده باحتياجاته من الكوادر البشرية المؤهلة لاحداث التنمية المطلوبة. (العرب اليوم)