تقاعد النواب ورفع أسعار الكهرباء
لم ولن يفاجئنا مجلس النواب الحالي بقرار التقاعد الخاص به والذي أقره مؤخرا بجلسة مشتركة مع مجلس الأعيان، ولكن المفارقة كانت أنه قبل أيام معدودة صرحت الحكومة بأنها سترفع تسعيرة الكهرباء على المواطنين للتخفيف من خسائر الشركة، فهل جيب المواطن هو الطريق الأسهل لدعم موازنة البلد المنهوبة والمتهالكة؟! ... وهل قانون التقاعد للنواب بشكله الحالي ودون النظر لسنوات الخدمة عادلا ومناسبا للظرف؟!... وهل عجزت الحكومة عن إيجاد حلول وبدائل للغاز المصري متكرر الإنقطاع أو قل دائمه في الفترة الأخيرة؟!... إن المتتبع لسياسة حكومتنا بل وحكوماتنا المتعاقبة يكاد يصاب بالجنون فكيف نتحدث عن إصلاح وتنمية وتطور ونحن نشعر بأننا نرجع إلى الوراء؟!.
إنني أتحدث ومن باب خوفي الشديد كحال كل الأردنيين الغيورين على بلدهم والذي أعشق ذرات ترابه كما يعشقونه حتى الثمالة، ومن باب حرصي على عدم تحريك الشارع المتململ أصلا، لهذا فعلى كل أصحاب القرار في الدولة بكل مفاصلها وعلى المسؤولين بإختلاف مواقعهم العمل الجدي والحقيقي لتجنيب الطبقة الفقيرة مهدودة الدخل والطبقة المتوسطة إن بقي منها شيء تبعات أي زيادة قادمة على الأسعار سواء أكان على الكهرباء أو على غيرها؛ لأن جيب المواطن منهك ومثقوب ومتآكل وغير قادر على تحمل أي أعباء جديدة، وعلى الحكومة إن كانت تسعى لإصلاح حقيقي وتنمية جادة وتعمل من أجل إستقرار البلد ودرء شرور الفتن عنه أن تحارب هدر المال العام المستمر في وزاراتنا وفي الهيئات المستقلة وفي العقبة وفي غيرها... وأن تعمل على تنشيط قطاعات الدولة الحيوية من خلال ترويج حقيقي ومنهجي للسياحة والإستثمار واستخراج ما رزقنا الله من خيرات ما زلنا نصر على إبقائها مدفونة دون أن أن يقنعني أحد بأي سبب وجيه لذلك... وعليها الإستفادة من المغتربين الأردنيين الأثرياء من خلال تشجيعهم على إعادة أموالهم إلى الأردن عن طريق مشاريع مدعومة ومدروسة... وهناك الكثير من الحلول لمن يبحث عنها...
إن الأغلبية الصامتة والتي لم ينزل أغلبها إلى الشارع حتى الآن معترضا أو معتصما أو مطالبا بإصلاح لن تبقى مكتوفة الأيدي إن تم المساس بقوت يومها أو شعرت أن طاقاتها الإستيعابية إنتهت، فمن اجل كل هذا وذاك أرجو ان تفكر الحكومة ألف مرة بل ألف ألف مرة قبل إتخاذ أي قرار من شأنه تكدير صفو الأجواء غير الصافية أصلا، وعلى الحكومة أن تدرك بأن مجلس النواب الحالي والذي جاء أكثر أعضائه بالتزوير والذي عمل وبشجاعة يحسد عليها على تبرأة كل من نهب وسلب وهرب وأفسد أو ساعد بالفساد كان قمة أمنياته أن يكسب تقاعد ينعم به وأن يأخذ البعض منهم إستراحة محارب فقط تعبوا من إقرار القوانين التي أصلحت حال البلد وحاربوا الفساد بشراسة ومن حقهم أن ينالوا قسطا كبيرا من الراحة... مع أن أكثرهم مستراح منه وأسأل الله ألا نراهم في أي مجلس قادم. حمى الله الأردن وسلمه من كل شر وأذيه وسائر بلاد المسلمين إنه نعم ولي ذلك والقادر عليه.