"جمعة الوطن" أخرجوا أيها الأردنيون

مظاهرة الحسيني في هذه الجمعة يجب أن تكون فارقة، فقد انكشف النظام، وأعلن عدم جديته في الإصلاح وأنّه يشكّل "ستر وغطا" على الفساد، وأنّ الشعب يقع في آخر سلّم اهتماماته.
مسيرة الغد التي تنطلق من المسجد الحسيني إلى ساحة النخيل دعت لها قوى مختلفة ومتعددة تشكّل في مجموعها غالبية حراك الشارع.
الحركة الإسلامية من خلال جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل ستشارك وهي مطالبة بالتحشيد إلى أبعد مدى، كما ستشارك أحزاب المعارضة الوطنية والحراكات الشعبية والشبابية والشخصيات الوطنية.
أنا باعتقادي أنّ المواطن العادي مطالب أيضا بالنزول إلى الشارع، فالموقف العام للبلد بات يستحق وقفة من الجميع.
الجمهور مطالب بالضغط والمحاولة لتخليق إرادة الإصلاح عند النظام، لا سيما بعد ما شهدناه في الشهور الماضية من حركات بهلوانية التفافية حمت الفساد وفوتت على الوطن فرصة إصلاحه.
المؤسسات الدستورية ممثلة بالحكومة والبرلمان، فقدت هيبتها ولم تعد قادرة على التقدم إلى الأمام خطوة واحدة، ومن هنا يبدو الشارع ملزم على إعادة إنتاج قدرته في التأثير والتدخل في المشهد المأزوم.
"جمعة الوطن"، هذه المسيرة يجب أن تعبّر عن عنوانها بكل دقة، ويجب تنحية الخلافات بين مكونات الشارع من أحزاب وحراكات لتتوحد على مطلب مركزي عنوانه "الإصلاح الحقيقي الشامل الذي يعيد السلطة للشعب".
النظام يراهن وتوهمه أدواته بأنّ الشارع قد تعب، وأن كلاسيكيته الرتيبة باتت غير مؤثّرة، ومن هنا يجب على القوى الإصلاحية إثبات العكس في ذلك، وإثبات أنّ الغليان لا زال موجودا، وأنّ صيغ النظام الإصلاحية مرفوضة ولن تمرّ أبداً.
النظام لم يحارب فساد، وقد أعطى مجلس النواب وعدا ببراءة كل فاسد، والحكومة التي تمرجلت بوعودها قبل ستة أشهر أصبحت ملطشة لقناعات هذا وذاك من قوى الشد العكسي.
إذاً بقي الشارع ليقول كلمته، ومستقبل العملية الإصلاحية بات رهنا بحيويته وقدرته، فكل الأدوات تواطأت إمّا على الصمت أو على التغطية على الفساد.
أيّها الأردنيون أموالكم نهبت ولم يحبس سارقها، وقد آن الأوان كي تقدّموا دعمكم للوطن من خلال ما يقرّه الدستور، فالتظاهر حق شرعي وهو أبسط ما تخدم به وطنك ونفسك.
(السبيل)