الصعود إلى أسفل

تم نشره الخميس 26 نيسان / أبريل 2012 05:16 مساءً
الصعود إلى أسفل
جمال الشواهين

في لعبة الحيّة والسلّم الشهيرة يكون مربع أسفل السلم نقطة للصعود نحو مربع النهاية، في حين يكون مربع رأس الحيّة نقطة للعودة للخلف والإبعاد عنه.
ويحكى أنّ أفعى لدغت طفلاً أودت بحياته، وأنّ والد الطفل طارد الأفعى وتمكّن من قطع ذيلها فقط، وأنّها لاذت بالفرار نحو مخبأها.
وبعد سنوات على الحادثة شاهد والد الطفل الأفعى تطلّ برأسها من أعلى سقف المنزل، فخاطبها قائلاً: "لقد مرّت سنوات ونحن على توجّسنا، فما رأيك أن تنزلي ونعقد صلحاً وسلاماً"، ردّت الأفعى من فوق: "لن يكون ذلك أبداً، فأنت لن تنسى طفلك وأنا لن أنسى ذيلي".
وفي الشعر عن الأفعى ما يلي..
لا تقطعن رأس الأفعى وترسلها       إن كنت شهماً ألحق رأسها الذنبا
إذاً هي قصة الأفعى، والمشكلة على الدوام فيها، ولو قلنا أنّ رأس الفساد هي، فلا يكفي النيل من الذيل فقط، وإن كانت هي وراء أيّ أمر جرّ البلاد والعباد إلى ما هم عليه، فإنّ رأسها كاملاً لم يعد كافياً، وإنّما معه رأس الحاوي الذي أتاح لها ما أتاح وما زال يفعل.
الإصلاح بالقطّاعي يشبه لعبة الحية والسلم، وتشريع القوانين يحاكي لدغة الطفل وذيل الأفعى، أمّا البحث عن مخارج، والخروج منها نحو برّ الأمان الوطني الإنساني، الذي يؤمّن الاستقرار والأمن وحقوق الشعب وحماية الدولة، والبناء النهضوي العصري لمركّبات الدولة ومكوناتها الاقتصادية والاجتماعية فيلزمه بيت الشعر تماماً، فلا أقلّ من قطع رأس الفساد ودابر الذين يحمونه، ومعهم الأرتال الصغيرة التي تؤمّن وتحمي هذا وأولئك.
الشعارات وحدها لا تكفي، ومثلها المواقف اللفظية، والحراك الشعبي على ما هو عليه لن يقطع حتى مجرد ذيل.
وها هي الوقائع أمام الجميع، فالبراءة تصدر الواحدة تلو الأخرى للمشبوهين، وأكثر من ذلك تؤمّن استمرارهم، وتضيف عليهم، وإلاّ ما معنى رواتب تقاعدية عالية مدى الحياة لمن لم يخدم عملياً سوى نفسه.
غداً مخصص ليكون جمعة وطن، وأيّ جمعة هذه التي تكفي وطناً ينزف فقراً وبطالة، وعنفاً مجتمعياً لم تشهد له البلاد مثيلاً. وأيّ جمعة هذه التي ستؤمّن إصلاحاً ما زال البحث جارياً عن مخرجاته وملامحه الحقيقية.
غداً الجمعة لن يختلف عن كل الجمع التي سبقتها، فالمسيرة من الحسيني إلى ساحة النخيل سيرافقها من يقف بوجهها كالعادة.
فذيل الأفعى يظلّ متحركاً ولا يكُفّ عن ذلك، لكنه يتوقّف تماماً بزوال رأسها.

(السبيل)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات