سلاح التفاؤل
تم نشره السبت 28 نيسان / أبريل 2012 03:35 صباحاً

فالح الطويل
أسعدنا، كثيرا، الاستماع، في جو الإحباط العام، لرواية نضالية طافحة بالتفاؤل، متخمة بالعزيمة على النصر، مليئة بالإيمان بالمستقبل لشعب لم يعرف، لفترات طويلة، سوى الهزيمة. تلك هي الرواية التي استمعنا إليها في جمعية الشؤون الدولية مساء الثلاثاء الفائت من القائد الفلسطيني المعروف عباس زكي، عضو مركزية فتح.
لم يقف عباس زكي كثيرا أمام سياسات إسرائيل في الاستيطان، والاستحواذ على الأرض وإفراغ أهلها منها، غير مبالين بما يلحقونه من ألم بالفلسطينيين المطرودين من بيوتهم وحقولهم. لقد خرج الإسرائيليون بأفعالهم الغبية تلك، خارج القانون والأخلاق والسياسة، كما لو كان فعل الطرد خارج حدود الإنسانية قد وقع عليهم دون غيرهم. فهم لم يترددوا لحظة واحدة في طرد امرأة مقدسية من بيتها فلم يبق لها ما تفعله سوى الجلوس على الرصيف أمام بيتها يحيط بها طفلاها اللذان يلتصقان بها خوفا. فهي قلعة أمانهم.
كان واضحا أن المحاضر الضيف يرى تلك المرأة تنتصر على المستوطنين بألمها الذي يغرق كل شيء حولها. لا بد أن صورتها المنشورة في الصحف كانت وراء بعض من غضب المئات من أنصار السلام الأوروبيين الذين رأينا ضابطا إسرائيليا يضرب أحدهم ببندقيته على ذقنه فيسقطه ارضا لمجرد أنه ضم صوته لأصوات أصحاب الأرض.
يرى عباس زكي بأن الخوف يأخذ بالإسرائيليين يكاد يشلهم وهم يرون روايتهم يقذفها بوجوههم أحرار العالم، الذين لم يعودوا يرون في إسرائيل سوى نسخة من نظام أبارثهايد الذي كان وراء إخراج عنصريي جنوب إفريقيا من التاريخ، نهاية القرن الماضي.
ليس خوف الإسرائيليين تحسبا فلسفيا، بل هو خوف وجودي يأخذ بهم في كل مواجهة لهم مع الفلسطينيين. وضرب مثلا في مواجهات قرية يطا التي استطاع أهلها أن يجرحوا هيبة الجيش الإسرائيلي في معركة غير متكافئة جرت في أزقة القرية. رأى أن أهل يطا يتوالدون من حالة إيمان عميق بانتصارهم القادم، فلم يبق لهم، من خيارات، غير الخروج لساحات المواجهة.
والإسرائيليون يخسرون في كل ميدان: في الشرق الأوسط؛ وفي أوروبا التي تقاطعهم شعوبها؛ وفي أمريكا حيث صار يرى الأمريكان فيها عبئا عليهم وعلى مصالهم الآنية والمستقبلية. وتحدث عن عزلتهم في العالم: في المنظمات الدولية، وقريبا في نيويورك حين اشار إلى أن الفلسطينيين عاقدون العزم على مواصلة العمل بمبادرتهم بالذهاب للجمعية العامة للمنظمة الدولية لنيل الاعتراف بها عضوا أو غير عضو.
وتحدث عن خالد مشعل وعن حماس بلغة ودودة تمسح عن كل أطراف ذلك الصراع ما علق بهم من مواقف أوصلتهم جميعا إلى ما وصلوا إليه.
وبشر بالآتي طالبا من الجميع الانتظار حتى نهاية هذا العام. فالمواجهة قادمة والنصر قادم لا محالة.
كان ثمة اتفاق بين المستمعين في أن لغة عباس زكي لغة مفرحة لم يسمع بها الأردنيون منذ عشرات السنين. كل ما نأمله أن تكون الحقائق التي تحدث بها واقعا فلسطينيا وعربيا. فهي سلاح قاطع وخاصة في جو الإحباط العام. ( الراي )
لم يقف عباس زكي كثيرا أمام سياسات إسرائيل في الاستيطان، والاستحواذ على الأرض وإفراغ أهلها منها، غير مبالين بما يلحقونه من ألم بالفلسطينيين المطرودين من بيوتهم وحقولهم. لقد خرج الإسرائيليون بأفعالهم الغبية تلك، خارج القانون والأخلاق والسياسة، كما لو كان فعل الطرد خارج حدود الإنسانية قد وقع عليهم دون غيرهم. فهم لم يترددوا لحظة واحدة في طرد امرأة مقدسية من بيتها فلم يبق لها ما تفعله سوى الجلوس على الرصيف أمام بيتها يحيط بها طفلاها اللذان يلتصقان بها خوفا. فهي قلعة أمانهم.
كان واضحا أن المحاضر الضيف يرى تلك المرأة تنتصر على المستوطنين بألمها الذي يغرق كل شيء حولها. لا بد أن صورتها المنشورة في الصحف كانت وراء بعض من غضب المئات من أنصار السلام الأوروبيين الذين رأينا ضابطا إسرائيليا يضرب أحدهم ببندقيته على ذقنه فيسقطه ارضا لمجرد أنه ضم صوته لأصوات أصحاب الأرض.
يرى عباس زكي بأن الخوف يأخذ بالإسرائيليين يكاد يشلهم وهم يرون روايتهم يقذفها بوجوههم أحرار العالم، الذين لم يعودوا يرون في إسرائيل سوى نسخة من نظام أبارثهايد الذي كان وراء إخراج عنصريي جنوب إفريقيا من التاريخ، نهاية القرن الماضي.
ليس خوف الإسرائيليين تحسبا فلسفيا، بل هو خوف وجودي يأخذ بهم في كل مواجهة لهم مع الفلسطينيين. وضرب مثلا في مواجهات قرية يطا التي استطاع أهلها أن يجرحوا هيبة الجيش الإسرائيلي في معركة غير متكافئة جرت في أزقة القرية. رأى أن أهل يطا يتوالدون من حالة إيمان عميق بانتصارهم القادم، فلم يبق لهم، من خيارات، غير الخروج لساحات المواجهة.
والإسرائيليون يخسرون في كل ميدان: في الشرق الأوسط؛ وفي أوروبا التي تقاطعهم شعوبها؛ وفي أمريكا حيث صار يرى الأمريكان فيها عبئا عليهم وعلى مصالهم الآنية والمستقبلية. وتحدث عن عزلتهم في العالم: في المنظمات الدولية، وقريبا في نيويورك حين اشار إلى أن الفلسطينيين عاقدون العزم على مواصلة العمل بمبادرتهم بالذهاب للجمعية العامة للمنظمة الدولية لنيل الاعتراف بها عضوا أو غير عضو.
وتحدث عن خالد مشعل وعن حماس بلغة ودودة تمسح عن كل أطراف ذلك الصراع ما علق بهم من مواقف أوصلتهم جميعا إلى ما وصلوا إليه.
وبشر بالآتي طالبا من الجميع الانتظار حتى نهاية هذا العام. فالمواجهة قادمة والنصر قادم لا محالة.
كان ثمة اتفاق بين المستمعين في أن لغة عباس زكي لغة مفرحة لم يسمع بها الأردنيون منذ عشرات السنين. كل ما نأمله أن تكون الحقائق التي تحدث بها واقعا فلسطينيا وعربيا. فهي سلاح قاطع وخاصة في جو الإحباط العام. ( الراي )