إسألوا نقيب الصحفيين

إسألوا نقيب الصحفيين الاستاذ طارق المومني عن الرسائل التي حملها من الطفيلة التي زارها وحاضر في جامعتها..وعن أبرز الشكاوى التي سمعها عن الاعلام وخاصة الالكتروني أثناء معاناة أهل المدينة من تركيز الاعلام الداخلي والخارجي عليهم قبل أن تنقشع الغمامة..كنت التقيت النقيب واستمعت اليه واحسست بضرورة أن نعمل شيئاً ..
الطفايلة سألوا النقيب غاضبين عن دور النقابة في الحد من تطاول المواقع الالكترونية على الناس من خلال التعليقات غير المنضبطة ..إجابة النقيب «اننا قلقون حيال المواقع الالكترونية التي تشغل النقابة يومياً وأن ولاية مجلس النقابة تنحصر في الممارسين المسجلين لدى النقابة» مشيراً الى ان غالبية المخالفين للقوانين هم من غير أعضاء الجسم الصحفي ..إذن هناك مشكلة يشكو منها المواطن تسببها المواقع الالكترونية وحتى أكون منصفاً ولا أحتطب في حبل الذين يعادون هذه المواقع أو يرفضون دورها في دعم الرسالة الاعلامية ورفع سقف حريتها فإنه ليس كل المواقع مشكو منها..وحتى المشكو منها قد لا تكون الشكوى من الخبر رغم افتقاد كثير من اخبارها للموضوعية والصدق والمهنية..ولكن الشكوى انصبت على التعليقات التي تصاحب الأخبار والتحليلات والآراء وهي تعليقات يكتبها ويرسلها ويمليها كل من هب ودب ومن هو حريص وغير حريص وأكثرها يسيء بشكل بليغ للوحدة الوطنية والترابط الاجتماعي وحتى لقيم المجتمع الاردني واخلاقياته، وبعضها يُحرض على العنف والخروج على القانون والتطاول على المعتقدات والعادات والتقاليد وكثير منها مخالف للقانون صراحة وبعضها كان السبب المباشر وراء الاشاعة والعنف الجامعي بل والاشتباكات التي كانت تحدث أحياناً ..كما ان بعض التعليقات قاد الى فتن وانقسامات في العائلة الواحدة والعشيرة الواحدة ..وبعضها ادان البريء وابرأ المجرم وسوّغ اعمال العنف والحرق والتدمير والتجاوز التي عرفتها الطفيلة وغيرها في المرحلة السابقة..
بعض التعليقات صبت الزيت على النار وأججت صراعات وحرّضت قوى ضد بعضها البعض..فلماذا؟ ومن المستفيد؟ ولماذا تُشّرع بعض المواقع الالكترونية باسم حرية التعبير هوامشها لتعليقات هدّامة دون رقيب أو حسيب وتواصل الترحيب بالتعليقات لايهام القاريء انها الأكثر قراءة واطلاعاً وأخذاً بحرية التعبير وهذا الترحيب أو «التهلّي» كما يقال بالعامية..
«كثرة التهلي بتجيب الضيف الوخم» أو الهامل أو المؤذي أو المدمر فلماذا؟ أين المسؤولية؟ أين الرقابة؟ ومن يتحمل مسؤولية المتسربين المفسدين في الأرض والمواقع الى الفضاء الالكتروني ليفسدوه ويلوثون هواءه..
اليست هذه الفوضى تحديداً بحاجة الى تنظيم يؤمن به النقيب والغالبية العظمى من الجسم الصحفي ليدرأوا مخاطر ومفاسد وعبث ومحاولات مستمرة لخرق السفينة الوطنية..
أعرف أن تعليقات وردت من سفارات دول تكيد للاردن وتعاديه وجرى نشرها بأجر وبغير أجر وأعرف ان بعضها كان سُماً ناقعاً ومعول هدم..احس به أهل الطفيلة وشكو منه كما احس به شعبنا كله الذي اشتكى وما زال..وما زالت الشكوى تتزايد وتتجاوز آذان وقرارات كثير من المسؤولين..
الصحفيون أكثر من غيرهم ووراء نقيبهم معنيون الآن اكثر من أي وقت مضى بضبط هذا الفلتان ووقف الاساءة للجسم الصحفي وسمعته ولمجتمعنا كله ومصالحه..
واذا كنا ضد مصادرة حرية التعبير وهوامشها ..وضد عقوبة الصحفي بالسجن وضد المس بمكاسب الصحفيين كما يقول النقيب فنحن لسنا مع الفوضى والاصطياد في المياه العكرة وابتزاز المواطنين والمؤسسات والافراد والايقاع بهم..
لا يجوز ان يكون الاعلام معول هدم لوحدتنا ولهيبة دولتنا وتشويه رموزنا الوطنية والنيل من استقرارنا وعلاقاتنا الدولية والعربية كما حدث ويحدث الان في علاقاتنا مع دول الخليج على خلفية الدعوة لانضمامنا لمجلس التعاون وان يكون اماكن خصبة للحاقدين واصحاب الاجندات الخفية والمنحرفة والضارة .
جميعنا نطالب بالتنظيم والالتزام الذي يضمن الحرية ولا ينال منها والذي يعزز الدور ولا يلغيه فالتنظيم يضمن للمواقع والاعلام والصحافة سريان حرية التعبير وعدم السماح لبعض الطارئين وعديمي الضمير والمسؤولية من الاساءة للجسم الاعلامي كله..وحتى يبقى لنا الهامش الواسع والسلطة الرابعة التي يخشاها الفاسدون والظالمون فإننا لا بد أن نتقي فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منا خاصة وان نمنع «الولد الذي يسبب المسبّة لأهله» بأفعاله وحتى لا تزر وازرة وزر أخرى ..
أطالب الزميل النقيب الذي تتوفر له ولمجلسه معطيات كافية ان يخرج على الناس بها وان يتحدث لمجتمعنا كلّه حتى لا نبقى كجسم صحفي نتحمل مثل هذه الأوزار...