البطء سمة المرحلة السورية

في الشأن السوري ستبقى الحركة الدولية بطيئة، طالما ان التدخل العسكري ليس وارداً، وطالما ان روسيا (والصين) تحتاج الى اشهر لتستدير استدارة كاملة، اما وصول ثلاثمائة مراقب دولي فاجراءات الامم المتحدة، في العادة بطيئة وتحتاج الى اشهر، ويمكن اضافة العرقلة السورية لمهماتها تحت عنوان السيادة الوطنية، فإن لا شيء يوحي بان الصورة الدموية قابلة للتبديل.
الذي يفهمه الاميركان، هو ان النظام لا يستطيع الاستجابة لخطة انان، مثلما لم يكن يستطيع الاستجابة للمبادرة العربية، لان كل ما فيها سيؤدي الى اضعاف القبضة الامنية، والى انهيار النظام بكامله.
لا يمكن للسلطة في دمشق سحب الآليات الثقيلة من الشوارع واعادتها الى المعسكرات لان هدف الدبابة التخويف، ولانها مساندة لما يعرف «بالشبيحة» وهم المخابرات التي تنتمي لاثنتي عشرة مؤسسة مختلفة باسماء مختلفة.
ولا يمكن للسلطة ان تسمح بالتظاهر السلمي لانها تعرف ان ملايين الناس سيخرجون الى الشوارع، وهذا يرتبط بمنع وسائل الاعلام العربية والدولية من العمل في نقل صورة ما يجري، فالنظام كان في اول الامر ينكر ان هناك تظاهرات، ثم صار يقتل تحت غطاء الارهابيين الذين يعتدون على الشعب.
ولا يمكن للسلطة ان تغير في الدستور او تجري انتخابات شبه نظيفة، او تسمح بقانون متوازن يكفل حرية العمل الحزبي.
الاساس هو مصادرة الناس، واغتصاب تمثيلهم، وحكمهم بالبساطير العسكرية، وبزنازين الامن، هكذا كانت الامور منذ نصف قرن، ومنذ سطا حسني الزعيم على سوريا عام 1949 وتبعه العسكر.
المجتمع الدولي وجزء من المجتمع العربي لا يملك إلا ان يحاصر النظام، وهذا يأخذ وقتا طويلا، وأبالسة السياسة في اوروبا واميركا معنيون بانهاك النظام، لكنهم معنيون اكثر بانهاك المعارضة الحزبية وعلى رأسها الاخوان المسلمون، وما يجري من تطويح في مصر يمكن رؤيته بوضوح في تعاسة «المليونيات» وآخرها «مليونية» يوم الجمعة الفائت حيث لم يتجاوز المتجمهرون في ميدان التحرير ثلاثة آلاف، وفي هذا الهجوم الاعلامي الذي ينجح في محاصرة الاخوان سياسيا، فانتصارهم في انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى لم يكن له معنى في حسابات الحكم، فهذه المجالس لا تستطيع محاسبة وزارة الجنزوري ولا تستطيع حجب الثقة عنها طالما ان المجلس العسكري هو القائم باعمال رئاسة الجمهورية، كما ان الانتخابات الرئاسية القادمة لا تبشر الاخوان بالنجاح فعندهم الان ثلاثة مرشحين من صلب الاخوان، سيتكفلون بتشتيت الصوت الانتخابي.. وسيكون للفريق احمد شفيق، وعمرو موسى فرصة النجاح.