البطء سمة المرحلة السورية

تم نشره الأحد 29 نيسان / أبريل 2012 03:17 صباحاً
البطء سمة المرحلة السورية
طارق مصاروة


في الشأن السوري ستبقى الحركة الدولية بطيئة، طالما ان التدخل العسكري ليس وارداً، وطالما ان روسيا (والصين) تحتاج الى اشهر لتستدير استدارة كاملة، اما وصول ثلاثمائة مراقب دولي فاجراءات الامم المتحدة، في العادة بطيئة وتحتاج الى اشهر، ويمكن اضافة العرقلة السورية لمهماتها تحت عنوان السيادة الوطنية، فإن لا شيء يوحي بان الصورة الدموية قابلة للتبديل.
الذي يفهمه الاميركان، هو ان النظام لا يستطيع الاستجابة لخطة انان، مثلما لم يكن يستطيع الاستجابة للمبادرة العربية، لان كل ما فيها سيؤدي الى اضعاف القبضة الامنية، والى انهيار النظام بكامله.
لا يمكن للسلطة في دمشق سحب الآليات الثقيلة من الشوارع واعادتها الى المعسكرات لان هدف الدبابة التخويف، ولانها مساندة لما يعرف «بالشبيحة» وهم المخابرات التي تنتمي لاثنتي عشرة مؤسسة مختلفة باسماء مختلفة.
ولا يمكن للسلطة ان تسمح بالتظاهر السلمي لانها تعرف ان ملايين الناس سيخرجون الى الشوارع، وهذا يرتبط بمنع وسائل الاعلام العربية والدولية من العمل في نقل صورة ما يجري، فالنظام كان في اول الامر ينكر ان هناك تظاهرات، ثم صار يقتل تحت غطاء الارهابيين الذين يعتدون على الشعب.
ولا يمكن للسلطة ان تغير في الدستور او تجري انتخابات شبه نظيفة، او تسمح بقانون متوازن يكفل حرية العمل الحزبي.
الاساس هو مصادرة الناس، واغتصاب تمثيلهم، وحكمهم بالبساطير العسكرية، وبزنازين الامن، هكذا كانت الامور منذ نصف قرن، ومنذ سطا حسني الزعيم على سوريا عام 1949 وتبعه العسكر.
المجتمع الدولي وجزء من المجتمع العربي لا يملك إلا ان يحاصر النظام، وهذا يأخذ وقتا طويلا، وأبالسة السياسة في اوروبا واميركا معنيون بانهاك النظام، لكنهم معنيون اكثر بانهاك المعارضة الحزبية وعلى رأسها الاخوان المسلمون، وما يجري من تطويح في مصر يمكن رؤيته بوضوح في تعاسة «المليونيات» وآخرها «مليونية» يوم الجمعة الفائت حيث لم يتجاوز المتجمهرون في ميدان التحرير ثلاثة آلاف، وفي هذا الهجوم الاعلامي الذي ينجح في محاصرة الاخوان سياسيا، فانتصارهم في انتخابات مجلس الشعب ومجلس الشورى لم يكن له معنى في حسابات الحكم، فهذه المجالس لا تستطيع محاسبة وزارة الجنزوري ولا تستطيع حجب الثقة عنها طالما ان المجلس العسكري هو القائم باعمال رئاسة الجمهورية، كما ان الانتخابات الرئاسية القادمة لا تبشر الاخوان بالنجاح فعندهم الان ثلاثة مرشحين من صلب الاخوان، سيتكفلون بتشتيت الصوت الانتخابي.. وسيكون للفريق احمد شفيق، وعمرو موسى فرصة النجاح.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات