لا تنسوهم وأنتم تأكلون .. اليوم الـ 12 للإضراب!

نمارس حياتنا كالعادة، نتناول إفطارنا الصباحي، ونقيل بعد الغداء، والبعض يخرج في مظاهرة أو اعتصام احتجاجي، وفي المساء قد يكون ثمة عرس ودبكة وسهرة لا تخلو من الكنافة والحلوى...وربما المناسف والولائم العامرة بأطايب الطعام!
أما هم، فلهم شأن آخر، فأجندتهم اليومية تختلف جذريا، إنهم الأسرى الفلسطينيون والأردنيون في سجون الاحتلال، الذين دخل إضرابهم عن الطعام يومه الـ 12 أمس السبت، فيما تتحدث الأنباء عن ممارسات وحشية تنكيلية أوقعها العدو على الأسير الأردني حمزة عثمان الدبابسة (29 عامًا) حيث نقلته السلطات المحتلة من سجن «مجدو» إلى سجن «شطة»، «بعد أن تعرض للتفتيش العاري والمذل أثناء عملية النقل الذي تعرض لها».
الأسير الأردني الذي تمت مصادرة جميع ملابسه وحاجياته، أكد مواصلة إضرابه عن الطعام حتى تحقيق مطالب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كما أكد «عمق الصراع مع المحتل فهو ليس صراعا ما بين الفلسطينيين والصهاينة، فحسب بل هو ما بين الأمة والاحتلال». كما ناشد الشعب الأردني بضرورة الوقوف والتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وقال في رسالة له بهذا الخصوص نقلها مركز «أحرار» لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أنه «لا فرق بين الأردنيين والفلسطينيين، فهم شعب واحد وبلد واحد وجسد واحد والأسرى الأردنيون في سجون الاحتلال جزء من النسيج المكون للحركة الأسيرة الفلسطينية». كما طالب المركز الحقوقي نقابة المحامين الأردنيين «بما تملكه من تاريخ وقدرة على تحريك وتفعيل قضية الاسرى العرب في سجون الاحتلال والتعامل معهم كأسرى حرب».
الأسير حمزة الدبابسة اعتقل في منتصف تموز 2011 خلال زيارة لأقاربه في الضفة الغربية، ولم نكد نسمع منذ ذلك الحين أي تحركات جدية من قبل حكومة بلاده للإفراج عنه، أو متابعة حالته كما هو شأن أي مواطن تهتم به دولته، وتخيلوا لو كان هذا المواطن يحمل جنسية دولة اجنبية وجرى اعتقاله في الأردن، ماذا سيكون موقف سفارة بلاده!!
في اليوم الـ12 لاضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي عن الطعام، استمرت سلطات الاحتلال باعتداءاتها واجراءاتها القمعية بحقهم، اقدم أسيرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي لينا الجربوني من مدينة عرابة في فلسطين المحتلة عام 1948 شرعت بإضراب مفتوح عن الطعام منذ 6 أيام، وجرى عزلها في سجن الرملة الاسرائيلي. وقد عوقبت على ذلك بعزلها منفردة في سجن الرملة الاسرائيلي. وهي أول أسيرة فلسطينية تلتحق بالإضراب منذ إعلانه يوم 17-4-2012.
إضراب الأسرى يتوسع، وهناك 120 أسيرًا بسجن عوفر قرب رام الله سينضمون اليوم الأحد للإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الآن نحو 2800 أسير. وثمة ما يؤكد أن جميع الفصائل أجمعت على خوض الإضراب، وهم بالطبع يتوقعون منا في بلاد العرب أن نقف معهم، في معركتهم الشرسة ضد سياسات الاحتلال البشعة، عبر متابعة أخبارهم، وعقد الفعاليات المؤيدة لهم، التي تذكر بقضيتهم، وتجعلها حاضرة بشكل دائم في المشهد الإعلامي، وهذا هو أضعف الإيمان!