المطلوب كثير... والوقت ضيق !!

حكومة فايز الطراونة حكومة انتقالية مؤقته تحمل بذور رحيلها معها منذ لحظة التكليف...
الحكومة الجديدة قيد التشكيل مقيدة بشروط المرحلة, وهذا يعني ان امامها مهام محدودة مكلفة بتنفيذها وانجازها ضمن اطار زمني محدد ومحدود, اي انها حكومة تصريف اعمال, لذلك لن نطلب من دولة »ابو زيد« تحرير القدس او الشروع بتحقيق برنامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري والاجتماعي ان وجد في الاصل..!!
الحكومة الراحلة اتهمت بالتباطؤ وعدم الاستعجال في التحضير للانتخابات النيابية, وعدم وجود قناعة لدى رئيسها بالشروع بتحقيق الاصلاح المرحلي حسب اتهامات البعض للرئيس عون الخصاونة...
بالنسبة للاصلاح الذي يبدأ بانتخاب مجلس تشريعي جديد عبر انتخابات شفافة ونزيهة تشارك فيها الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية, فقد ساورتني الشكوك منذ البداية بان ذلك لن يحدث في عهد حكومة الرئيس الخصاونة.
خصوصا بعدما حضرت اللقاء الذي تم بين الرئيس ولجنة الحوار في نادي الملك حسين قبل شهور واستمعت الى رأي رئيس الحكومة, ولا اعتقد ان احدا من المشاركين تكونت لديه فكرة اخرى او استنتاج آخر, وانا على يقين بان الجميع خرجوا من العشاء الاخير بلا أوهام...
وعلى سيرة الاوهام, فلا نريد ان ننتظر المعجزات من حكومة الرئيس المكلف فايز الطراونة لان عصر المعجزات قد انتهى, خصوصا بوجود مشروع قانون الانتخابات الجديد التعجيزي الذي نتوقع من مجلس النواب ان يغيره او يعدله او يرده بتعقيداته وسيئاته لانه قانون غير واقعي وعصي على التنفيذ ولا يراعي تطلعات وطموح المجتمع الاردني.
صحيح ان هذه الحكومة مكلفة بانجاز حزمة القوانين الناظمة للاصلاح, ولكن نأمل ان لا يتم تحميل المحكومة الجديدة »قيد التشكيل« اكثر مما تحتمل, كما نتمنى عدم المبالغة في اطلاق الوعود الاصلاحية لان مشوار هذه الحكومة قصير جدا وعمرها الزمني اقصر من ان تنفذ »خارطة الطريق الاصلاحية«, حسب وعد الرئيس المكلف خلال لقائه الكتل النيابية.
الذي نعرفه الان, ويعرفه الرئيس الطراونة ان المرحلة بكل تعقيداتها تلقي بظلالها الربيعية على الحكومة وادائها ووعودها في وقت ضيق حيث الوضع لا يحتمل التجارب ولا الفشل.