الدهماء

تم نشره الإثنين 30 نيسان / أبريل 2012 03:52 صباحاً
الدهماء
موفق محادين

للدهماء, في اللغة, تأويلات شتى, من السواد »فرس أدهم« ومن الأحمر »شاة دهماء« لشدة احمرارها, ومن الاخضر »سواد العراق« لكثرة الخضرة والنخيل... الى ما يفيد المداهمة والدهم عند الرعاع, ويجوز في حالات السيل عندما يخرب المزروعات والقرى, وفي حالات غزو البرابرة, عندما يجتاحون الحضارات ويخربونها... وهكذا.

اما في تاريخ الفكر والفلسفة فلا توجد مدرسة او تيارات من كل الاتجاهات, لم تتوقف عند الدهماء بوصفها حالة شعبوية »غير شعبية« تؤشر على ازمة كبرى تستبدل القوى القديمة الحاكمة بالخراب لسنوات طوال. وتقطع الطريق على البدائل المدنية لصالح بدائل طائفية او مذهبية او جهوية او عصبيات اخرى...

والدهماء غير الصعاليك والشطار والعيارين والحرافيش, فهؤلاء فتوات وشجعان فيما الدهماء اقرب الى الاكثرية في لحظة العقل الجمعي المستقيل, وغياب القوى المدنية والثورية الحقيقية »الاشتراكية«..

ولا تزال مساهمات افلاطون حاضرة في الفلسفلة التي جاءت بعده »أقلية مالية حاكمة يثور عليها الجمهور الذي يفضل الرعاع على قيادات المعارضة المدنية, فتخرب المدن.. وهكذا«.

وذلك ان الرعاع اكثر قدرة على تحريك الدهماء بالعصبيات الطائفية والجهوية.

ومثل افلاطون, ما جاء على لسان فيكو وتوينبي وقبلهم ابن خلدون كما تحفل الديانات بالكثير من الامثلة حول الرسل والانبياء الذين بذلوا جهدا كبيرا لاقناع الناس برسالاتهم فيما كان هؤلاء الناس في غيهم سادرين...

ولم تخل الفلسفة الحديثة من مواقف من الدهماء ايضا, فتوماس هوبز احد اركان فلسفة الحكم الرأسمالية يدعو الى دكتاتورية الفرد ضد الدهماء »حيث الانسان ذئب لاخيه«..

في ما تدعو الاشتراكية الى دكتاتورية العمال, بل ان ماركس , مؤسس الاشتراكية اطلق على شعوب كاملة صفة الرجعية وسماها قلاع روسيا القيصرية الرجعية السلافية«.. ولا يزال فيلسوف القوة في العصور الحديثة, نيتشه حاضرا في الفلسفات التي تسخر من الجمهور, الذي يذهب اما خلف زعيم واما خلف ايديولوجيات وعقائد سواء كانت فاشية او طائفية.

وسبق ان ذكرنا بما كتبه المفكر المغربي الراحل, محمد عابد الجابري, الذي يرى ان العرب لم يحققوا بعد لا دولة ولا مجتمعات معاصرة وان ما يجري من صراع هو صراع لتبادل السلطة بوصفها غنيمة بين طوائف وقبائل تحت شعارات زائفة, الشرعية بالنسبة للحكومات , والثورات الشعبية بالنسبة للطوائف والقبائل خارج السلطة وهو ما يفسر الحرب الامريكية الصهيونية- الرجعية على القومية العربية, الشرط التاريخي لبناء الدولة والمجتمع المعاصر ولمفهوم المواطنة والحرية والشعب.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات