حكومة أرشيفية

تم نشره الإثنين 30 نيسان / أبريل 2012 04:27 مساءً
حكومة أرشيفية
إبراهيم غرايبة
المدينة نيوز - درجت العادة في الأردن، وربما في دول أخرى، على تسمية الحكومات بأسماء رؤسائها. وأظنه اتجاها جمعيا في حفظ الذاكرة وتمييز الأسماء والأشياء والتواريخ. ولسوء حظ الحكومات ورؤسائها في الفترة الأخيرة، أنها جاءت في مرحلة انتقالية غامضة وعاصفة. ولكنه تحول وغموض غير معترف به، لا نريد أن نعترف به في الحقيقة، يشبه وصول لعبة إلى حالة قابلة للاستمرار نظريا ولكنه استمرار لا معنى له ولا طائل من ورائه. فلم يعد ممكنا إلا إنهاء اللعبة بلا نتيجة واضحة، أو استمرار الحركات المتبادلة إلى ما لانهاية. ولكن في النهاية ستأتي لحظة الحقيقة والمواجهة والاعتراف. ثمة فجوة هائلة جدا بين المعروض والمطلوب في الإصلاح، يشبه الفجوة بين مطالبة بسداد مائة ألف دينار والمعروض للتسوية فقط مائة دينار. وهذا ليس سرّ الأزمة، ولكن السر يكمن في أن المدين الذي يعرض مائة دينار يتصرف بجدّية ووقار! كانت استقالة حكومة سمير الرفاعي في أوائل العام 2011 نهاية لمرحلة تاريخية طويلة ومتراكمة، ومحاولة للدخول في مرحلة جديدة مختلفة اختلافا كبيرا عما سبقها. وكان يفترض أن يجري ذلك في عملية انتقالية قصيرة لا تتجاوز السنة، لتؤول العملية السياسية إلى انتخابات تعبر بالفعل والحقيقة عن ولاية الشعب على نفسه وموارده، وأن تتولى هذه السلطة المنتخبة إدارة الموارد والبلاد والسياسات على النحو المعبر عن إرادة الشعب.. هذا هو أبسط مخرج يمكن تصوره من الأزمة الاقتصادية والسياسية: ردّ الأمانة والتركة إلى أصحابها الحقيقيين! ولكن يبدو واضحا اليوم أن ثمة رغبة مدعومة بالنفوذ في إطالة المرحلة الانتقالية إلى الحدّ الذي يضمن استعادة مرحلة ما قبل 1/2/ 2011؛ أي استمرار تداول المال والسلطة والتأثير والفرص على النحو الاحتكاري الوصائي الذي نشأت حوله منظومة من المصالح والجماعات واللوبيات والعلاقات والمصاهرة والمشاركة والمؤسسات والعطاءات والتوريدات والقرارات والتشريعات، وأصبحت فجأة معرضة للتساؤل والمراجعة والتفكيك. والواقع أن هذه هي أزمة الإصلاح في البلد؛ فنحن ننتظره من مجموعة ستكون متضررة من الإصلاح، وستدفع ثمنه غاليا من مكاسبها ومصالحها، فلن يكون إصلاح إلا بتضحية كبيرة جدا من النخب المهيمنة على الموارد والتأثير، وعلى نحو مغلق ومتراكم ومتواصل. حكومة فايز الطراونة مطلوب منها تطبيق المبادرة التاريخية؛ أن تضحي"النخبة" بمكاسبها ومصالحها، أو تزكيها بانتخابات نيابية عادلة، أو أنها ستكون مثل حكومة الخصاونة! ( الغد )


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات