خزعبلات مسؤول حكومي كبير..
يفضل بعض من يصعدون فجأة أو بضربة حظ إلى سلّم الحكم والسلطة في مواقعها المختلفة أن يبرهنوا للناس أنهم ديمقراطيون، وأصحاب فكر وتدبير، وفي نفس الوقت أصحاب سطوة وسلطة.. ومع ذلك نراهم يطلعون علينا بتصريحات هي أقرب ما تكون إلى الخزعبلات والتخاريف الجوفاء، فلا تدري وأن تستمع إليهم أو تقرأ لهم هل كانوا بكامل وعيهم وصحوتهم عندما أطلقوا تلك التصريحات أم كانوا يهلوسون..!!
بعض المسؤولين الحكوميين الكبار يظنون أن الناس لا تقرأ وإذا قرأوا لا يفقهون ما قرأوا ولا يدركون ما وراء الكلمات من معان ومدلولات.. فيفتحون أفواههم على آخرها صباح مساء يطلقون تصريحات يميناً وشمالاً، وأحياناً يجمعون بين اليمين والشمال في توليفة غريبة متناقضة حدّ الانفجار والقهر، وقد سمعنا بعضهم يعد بتحقيق أمور بعد عدة سنوات، وهو يعلم أنه وكل أعضاء الحكومة وطواقمها الرئيسة لا يضمنون بقاءهم في مواقعهم لبضعة أيام..!!
ثمة من يحاول أن يلعب.. ولكن مع الأسف يلعبونها خطأ، مسؤولون من طراز رفيع لكنهم لا يجيدون الانتقال والحركة على أرض الملعب، فيغدو بعضهم كالبهلوان أو المهرج فيُضحكون عليهم الجمهور المتفرج.. يا له من جمهور بات يضحك كثيراً هذه الأيام، وتتعالى قهقهاته في الآفاق.. هل ثمة ما يُضحك أكثر من مسؤول حكومي كبير يقول للناس انتظروا الفرج في عصر الأزمة والأرق ..!! هل يعني أنه قادر على إخراج هذا الوحش الضخم من عنق الزجاجة دون أن تنفجر وتتشظى..!!
أيها المسوؤلون ترفقوا بالشعب، فهو أكثر ديمقراطية منكم، وأراهن بأنه الأقدر على لعب أدوار أكثر أهمية من أدواركم، وأكثر جودة أيضاً .. فقط اتركوا للناس حرية الخيار بمنأى عن التأثير السلبي الذي تمارسونه عليهم إن بقصد أو بدون قصد.. لكنها الآلة التي تنسج أكاذيب وتلفق أوهاماً يروجها البعض على أنها حقائق ومسلّمات، وإذا كان في ثقافتنا وأدبياتنا االعربية الإسلامية أن الدال على خير كفاعله، فإن الدال على شرّ أشد ذنباً من فاعله لما تنطوي عليه الدلالة من مخاطر ومهلكات..!!
فقط اتركوا لنا نحن العامة أن نفكّر بمستقبل آمن بعيداً عن تنظيراتكم ووعودكم وتجاربكم.. سوف تقولون لنا نحن منْ نخطط ونحن منْ ننفذ.. وما عليكم سوى الانصياع والقبول.. ونردّ عليكم سنفعل إن ضمنتم لنا مناخاً حراً خالياً من الشوائب، ورؤية تتفوق على الإقليم وترفض التقسيم..!!
