تكريم المبدعين ...واجب وطني على الدولة القيام به
التكريم يعني الكثير للمبدعين, لانه محطة تدفع الإنسان الى تقديم المزيد وما هو الا دليل على اهتمام المكرمين بالشخص وبما قدمه,فانه من الواجب على الدولة تكريم المبدعين من أبنائها، حتى يزيدوا من إبداعاتهم في المستقبل، ويفضل أن يكون التكريم في قمة عطاء الإنسان، لان المبدعون يعتبرون هم أساس الحضارة الإنسانية.
التكريم والتقدير صفة من صفات المجتمعات المتقدمة، والتكريم يدفع الإنسان الى المزيد من المثابرة في العمل للوصول الى الكمال، ومن حق المبدعون الذين يثرون مجتمعاتهم بالإبداع بشيء من التقدير والتكريم. ويجب أن يكون التكريم في حياة الإنسان أي أثناء إبداعه في مجال عمله حتى يستطيع زيادة عطائه في المستقبل، هناك الكثير من المبدعين من طلبتنا في المدارس أو من مواطنينا في شتى المجالات، لذلك وجب على الدولة تكريم هؤلاء خاصة الطلبة الذين في بداية مشاورهم الطويل، يجب على الدولة رعايتهم، منذ تخرجهم من المرحلة الثانوية، الى الجامعية والدراسات العليا كل في مجال تخصصه، ومن ثم تعيينهم في الأماكن التي يرغبون بها، لأن هؤلاء يعتبرون ثروة المجتمع، وعلى المسؤولين في الدولة رعايتهم وتميزهم عن غيرهم في التعيين، فلا يجوز المساواة بينهم وبين الذين لم يكملوا دراساتهم أو حتى الذين حصلوا على تقدير مقبول فلابد من التمييز.
في رأيي أن الإنسان يجب أن يكرم في حياته قبل مماته كما تعودنا في مجتمعاتنا ، في المبدعون يحتاجون الى التشجيع لأن لهم مواهب تميزهم عن غيرهم.لذلك قال أحد الحكماء «كلمة مديح لي خير لي من الف كتاب يكتب بعد موتي»، لذلك نلاحظ ان اغلب الذين يتم تكريمهم أو تم تكريمهم من قبل الدولة من الأموات، فلماذا لا نكرم الموجودين على الحياة، بدلاً من تمجيد الماضي في كل أشكاله، ونترك الحاضر، علما بأن الحكومة أخذت في الآونة الأخيرة تكريم المبدعين والمتميزين على انجازاتهم في جميع المجالات «الرياضية والعلمية والأدبية والاجتماعية والسياسية»، ولكن يؤخذ على تلك المبادرات والتي في الحقيقة يشكرون عليها، الا أن غالبا ما تحتفي وتكرم الأشخاص الذين وصلوا الى سن التقاعد من العمل، بعد أن انطفأ أنتاجهم ونجوميتهم، وبالرغم من أن هذا التكريم الأخلاقي أو المادي فيه شيء من التقدير ورد الجميل ولكنه آتى متأخرا في أواخر حياة المبدع، فاني أجد أن فيه شيئا من التقصير في التكريم ، لأن أغلب أبناء الجيل الحالي من الشباب قد نسوا هذا المبدع، ولا يعرفه الا أبناء جيله، والأمثلة كثيرة، لذلك يجب على المسؤولين في الدولة تكريم المبدعين في حياتهم وفي قمة عطائهم، والأمة التي تكرم المبدعين من أبنائها تستحق الحياة، لأن هؤلاء هم أساس الحضارة الإنسانية، وروحها المشرقة، وهم القوة الفعلية لتطور الأمم عبر التاريخ....