هل تنجح الحكومة أم تفشل؟

كون الحكومة الجديدة انتقالية لا يقلل من أهميتها، والانتقال من حالة إلى حالة عملية شاقة بحاجة لكل الحكمة وحسن الإدارة والتوقيت الحسن. وقد ترأس الدكتور فايز الطراونة سابقاً حكومة انتقالية نجحت في الإشراف على الانتقال من عهد ملكي إلى عهد جديد قبل 13 عاماً، فلماذا لا تنجح في الانتقال بالأردن إلى استكمال عملية الإصلاح السياسي، والبدء بأسس الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإعطاء البلد برلماناً جديداً يمثل الشعب الأردني أصدق تمثيل.
قصر الفترة الزمنية المتاحة للحكومة والتي تحسب بالشهور تشكل دعوة للحركة السريعة وعدم الضياع في التفاصيل أو الدخول في معارك جانبية أو الانشغال بالهجوم أو الدفاع، فجدول الأعمال محدد، والبرنامج الزمني واضح، والخبرة متوفرة، والدعم قوي، وفرص النجاح عالية، والتأجيل أو الفشل ليس خياراً.
تشكيل الحكومة كان يمكن أن يتم خلال يومين، والبيان الوزاري يمكن إعداده خلال أيام، والثقة البرلمانية يمكن طلبها خلال أسبوع، ومصير قانون الانتخاب يجب أن يحسم قبل أي شيء آخر، فإما المشروع المقدم مع تعديلات طفيفة وإما العودة إلى الصوت الواحد الذي قبلت به أكثرية المواطنين. واختيار من يرأس الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات يمكن أن يحدث بالتوافق دون إبطاء.
القضايا المطروحة على بساط البحث عديدة وليست كلها سياسية، فهناك قضايا مالية واقتصادية أشد إلحاحاً وأكثر خطورة، ويستطيع الرئيس أن يقسم فريقه الوزاري إلى مجموعات تبحث كل مجموعة في جانب معين وتعود إلى الرئيس لتطرح له خياراته كي يأخذ القرار.
يقول خبير: لو خيرت بين حكـم ديمقراطي رخو، وحكم سلطوي قوي، فإني اختار الحكم القوي. وقوة الحكم لا تكون بالاستسلام للتيار العام وأصحاب الأصوات العالية، بل تقاس بالقدرة على اتخاذ القرارات التي تحمي سلامة البلد وأمنه في الحاضر والمستقبل، حكم يستخدم شرعيته الدستورية لكي يقود، ولا يداري ضعفه بأن ينقاد ويسترضي أصحاب المصالح والضغوط.
نجاح هذه الحكومة ممكن ولكنه ليس حتمياً، وفشلها وارد ولكنه ليس محسوماً. والنتيجة يقررها سلوك الرئيس، فهو الذي يختار الطريق المؤدي إلى النجاح أو الفشل، فدعونا نفترض مبدئياً أن الحكومة مصممة على النجاح، وأن نسلفها ثقة كاملة بانتظار النتائج.(الراي)