حرية الصحافة والاحتواء الناعم!

تم نشره السبت 05 أيّار / مايو 2012 03:46 صباحاً
حرية الصحافة والاحتواء الناعم!
طارق مصاروة

.. نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، ولا يغيب عنّا جلد بلدنا، فالفضائيات الفضائحية، والصحفيون الباحثون عن سوق لصحفهم، تتاجر بما نعرفه جميعاً من سقطات في تعاملنا مع التظاهرة والاعتصام.. فنحن نعترف بالخروج عن النظام الصارم للأمن، ونحاول مداواة الجروح!!.
ونقول أكثر: فلا توجد حكومة على الأرض تحب الصحافة، وتتساوى في ذلك الولايات المتحدة وزيمبابوي، لكن الفرق هو أن الولايات المتحدة تحترم حق الصحفي في أميركا، وتقتل الصحفيين في العراق وأفغانستان ويوغوسلافيا. وان زيمبابوي تدخل الصحفي قفص محكمة غير متوازنة!!.
بقي أن نعترف كصحفيين، بأنّ لنا سقطاتنا، فقد قرأنا في العام الأخير ألف خبر كاذب على المدونات بشكل خاص. وكان المسؤول جباناً إلى حد «المسامحة» وبوس اللحى لكي لا يذهب إلى القضاء. وقد هالني شخصياً في اليوم الأول من وزارتي أن تتورّط احدى الصحف الحزبية فتقول انني في اجتماع رسمي مع مديري  وزارة الثقافة، قلت انني لا اؤمن بالله. وقد طلبت من الزملاء أن يتجاوزوا عن الرد، لكن الصحيفة عادت بعد أسبوع لتنبه إلى أن الحكومة لم تفتح تحقيقاً مع الوزير. الأمر الذي دعاني إلى توجيه رسالة رسمية برقم وتاريخ إلى المحرر المسؤول أشرح له فيها عن حامل الخبر، وأهدافه وان الأمر يتعلق بفصل موظفين فاسدين اعدتهم إلى وزاراتهم، ولم اجعل منهم «قصة نزاهة» لأن الفساد المالي كان مغطى بقرار!!.
زملاؤنا الذين لا يريدون فتح ملفات معينة، وهم الأسبق إلى الاتهام من فوق إلى تحت، يحبون التحدث عن «الاحتواء الناعم» للصحفيين، وذلك تجنباً لتعاونهم مع دائرة المخابرات، ووجود كشوف لقبضهم أموالاً لقاء تقارير معينة، وترويج أخبار معينة فيما يُعرف بقائمة محمد الذهبي!!.
.. هذا الكلام عن «الاحتواء الناعم» لا يعطي حقيقة «العنترة» التي مارسها صحفيون يقبضون ولا عن تشويه  البلد في الفضائيات اياها، والصحف  المهاجرة اياها بأموال الدولة التي يشتمونها ويعيرونها بالفساد!!.
حين نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، فإن المطلوب هو التواضع والوطنية التي لا تفتح مزادات، ولا تقبض من الداخل ومن الخارج، فهناك صحف، ومؤسسات دراسة، وعشرات ما يُسمى بمنظمات المجتمع المدني تتموّل من دول أجنبية، ولا تجد في ذلك غضاضة طالما أنها دول «ديمقراطية».. رغم القلب الصحفي النازف في العراق وأفغانستان، وطالنا هنا في الأردن، من هذه الدول الديمقراطية التي تقتل بيد، وتموَّل «حقوق الإنسان»، و»حرية الصحافة» باليد الأخرى.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات