كيف تنام موالياً وتستيقظ معارضاً

أقترح أن نتعامل مع الظاهرة باعتبارها شكلاً أردنياً خالصاً ومميزاً لتداول السلطة. فخلال مدة سنة أو أكثر بقليل, حصل ولأربع مرات متقاربة أن بات كثيرون وهم في حالة موالاة لحكومة واستيقظوا معارضين لحكومة أخرى, أو بالعكس.
بالطبع علينا أن نعترف أن الأمر يتعلق فقط بأوساط ما يعرف بالنخبة, وخاصة منها النخبة السياسية والاعلامية والثقافية وأوساط ما صار يعرف بالنشطاء, لكن هذا لا يعيب خصوصية وتميز النموذج الأردني من حيث الجوهر, ثم أن "كل بلد حر بنموذجه", حيث اخترنا في الأردن أن نعتبر أمر السلطة وشؤونها وتداولها ومعارضتها وموالاتها, من اهتمامات هذه الفئات بدرجة أساسية, ولا نريدها أن تصبح شأناً شعبياً.
لقد تشكلت الحكومة الأخيرة مثلاً, في أجواء خلقت الانطباع في الأوساط ذات العلاقة, بأن هناك انتقالاً أو تحولاً في توجهات السلطة, وقد حصل بالفعل بعض التبدل في بعض الوجوه بما يوحي بذلك, بل تعداه الى درجة أن بعض المعلقين تداولوا مصطلحات مثل: "الدهر" وما أفسده, و"العطار" وامكاناته على الاصلاح, وهي مفاهيم لا تستخدم إلا عند حدوث تغيير أساسي.
ليس ضرورياً أن تكون الموالاة والمعارضة قائمة على النهج والبرامج, ومن حقنا أن تكون لنا مفاهيمنا الخاصة للسلطة وتداولها, إن بصمتنا الخاصة لا تكون إلا في قدرتنا على تجاوز كل الصيغ التقليدية. ( العرب اليوم )