انقاذ الانتخابات النيابية مهمة وطنية

بتشكيل مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخابات تكون الدولة واجهزتها وضعت نفسها على الطريق الصحيح نحو المهمة المكلف بها رئيس الوزراء فايز الطراونة وهي "انقاذ الانتخابات النيابية" التي وعد بها جلالة الملك عبدالله الثاني في نهاية العام الجاري, وجددها امس امام رئيس وأعضاء المكتب الدائم في مجلس النواب.
والصحيح ان القصر الملكي والحكومة كانا يسابقان الريح في استصدار امر تشكيل مجلس الهيئة المستقلة لان عامل الوقت مهم في إنجاز الانتخابات النيابية في الوقت المستهدف, لا سيما ان مشروع القانون ما زال في اللجنة القانونية في مجلس النواب.
ويلي انجاز القانون مهمات كبيرة في مقدمتها تعديل نظام التقسيمات الادارية حسب مضمون القانون الجديد وكذلك السير في اعداد الجداول الانتخابية وكافة الاجراءات الادارية واللوجستية على الارض وفي مقدمتها جهوزية الهيئة المستقلة لتكون قادرة على إدارة العملية الانتخابية بكل يسر وسهولة والتحكم فيها وتحمل مسؤولية إدارتها بعيدا عن الاتهامات التي رافقت كل العمليات الانتخابية منذ عام .1993
ما جرى بالامس يؤكد اننا نسير نحو هدف اجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام, لكن المراقبين لاحظوا ان رسالة جلالة الملك الى رئيس واعضاء مجلس الهيئة المستقلة خلت من تأكيد موعد الانتخابات النيابية قبل نهاية العام والتي كان جلالته يذكر بها في كل مكان وكان اخرها امام البرلمان الاوروبي, فلماذا حصل ذلك?
لا شك ان مجيء حكومة الطراونة هو لانقاذ الانتخابات النيابية وإجرائها قبل نهاية العام لكن من يضمن ذلك? أليس الوضع على الارض واسلوب الانجاز هو من يحدد ذلك ? لذا من الصعب الجزم بان الانتخابات ستجرى قبل نهاية العام بشكل قاطع دون النظر الى الظروف المحيطة والعمل الجاري.
لكن ذلك لا يمنع من التأكيد ان إجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام هو مصلحة اردنية وطنية واستحقاق داخلي وخارجي لا يجوز التراخي فيه لاسباب كثيرة اهمها: ان مجلس النواب الحالي فقد الكثير من شعبيته في الشارع نتيجة انكشاف عمليات التزوير في الانتخابات السابقة وكذلك نتيجة تصرفات"الاغلبية النيابية" ومهادنتها للحكومات المتعاقبة بحثا عن مكاسبها ومصالحها الشخصية.
ويجب ان لا ننسى أن إجراء الانتخابات البلدية والنيابية هو مطلب شعبي لا يمكن التغاضي عنه لان التغيير وحده الذي يضمن الاستقرار, والانتخابات بحد ذاتها جزء مهم من عملية الاصلاح وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وترسيخ شرعية النظام السياسي وإعادة انتاجه بما يتلاءم والمرحلة الحالية.
المؤامرات كالجراثيم, تتوالد في كل لحظة وفي كل مكان ولا يمكن إبادتها, لكن يمكن تقوية المناعة الوطنية لصدها. (العرب اليوم)