الكذب ملح الرجال

تم نشره الثلاثاء 08 أيّار / مايو 2012 02:42 مساءً
الكذب ملح الرجال
اسامة الرنتيسي

في بعض الأدبيات يصنّفون الكذب إلى عدة ألوان, وقد اشتهر اليوم الأول من شهر نيسان بأنه اليوم العالمي للكذب.

أما عند بعض الأقوام فإن "الكذب ملح الرجال", وحتى الشعر لم يسلم من ذلك, فقديماً قال العرب: "أعذب الشعر أكذبه".

وعلى ذمة زميل سوداني يعيش في لندن, هناك مقولة مشهورة في بريطانيا والولايات المتحدة هي: كيف تعرف أن السياسي يكذب? الإجابة: عندما ترى شفتيه تتحركان.. وبالمناسبة فإن السياسيين مثل المنجّمين, يكذبون حتى لو صدقوا.

للكذب دور كبير في حياة صانعي السياسة في الدول الديمقراطية خاصة, وغير الديمقراطية عامة, حيث أثبتت الأبحاث أن الناخبين يتوقّعون من السياسيين أن يكذبوا عليهم, بل ويطلبون منهم ذلك في بعض الأحيان, هذا وإن برّر السياسيون الكذب في حملاتهم الانتخابية لكسب أصوات الناخبين, إلا أنهم يمارسون شكلاً من ألعاب الورق التي تتطلب من اللاعب بذل المستطاع لعدم الكشف عما بحوزته من أوراق.

يقولون إن السياسي الجيد هو الذي يكذب, ويصر على الكذب حتى يصدقه الناس. ويتعلم السياسيون في علم السياسة بعض المبادئ; ومنها "ليس من الخطأ أن تكذب, إنما الخطأ أن يكتشف الناس أنك تكذب".

المواطن تعوّد أن يكون هدفاً لشعارات ووعود كاذبة تدغدغ طموحاته وتواسي آلامه, رغم أنه يعرف من خلال التجربة أن أكثر هذه الوعود لا تتحقق, لذا فإن الزعيم أو السياسي لا يجد غضاضة في إطلاق الوعود الطموحة, رغم علمه المسبق بعجزه عن تحقيقها, كما أن الشعوب تكذب على قادتها بشعارات "بالروح بالدم نفديك يا زعيم", وعندما يقع الزعيم في مشكلة لا نجد من يساعده في الخروج منها.

هناك أصوات ظلامية أصابها العطب وأضاعت مشروعيتها, وفاعليات فقدت اتزانها وتعمل على تبديد أجواء البهجة, ولكن يبقى دور المتنورين في مواجهتها ومقاومة برامجها وأهدافها, لا الاعتراف بشرعيتها...

الظلاميون موجودون في كل مكان, يريدون أن يسنّوا قانوناً يقطع أيدي الجائعين, قبل أن يؤمّنوا لهم رغيف الخبز.

في أماكن أخرى, قريبة وبعيدة, نزاعات على مصل داء, ومجاعات تجعل عينيك تذرف بدل الدمع دماً عندما تشاهدها, وقتل على الهوية, فلا تطمئن على بيتك وعيالك.

في هذا العالم أشياء كثيرة تدفع إلى الاستسلام, وبشاعة الإحباط وقسوة اليأس, ولكن يبقى دور صناّع الفرح والأمل, الذين يعشقون الحياة, ويضيئون الشموع, ويغنوّن بالصوت العالي »لسه الأغاني ممكنة«.  (العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات