الإسلام السياسي : من «فاشية» إلى صديق؟

قبل نحو سبع سنوات، استمعنا إلى كلام الرئيس الأميركي جورج بوش عن “إمبراطورية إسلامية فاشية”، تبدأ حدودها في إسبانيا وتنتهي في أندونيسيا، فتحسـّسنا رؤوسنا، واختبرنا عقولنا، وقبل ذلك كلّه قرصنا أجسادنا لنتأكّد من أنّنا لا نعيش حلماً، فكلام رئيس أكبر دولة في العالم لا يمكن أن يكون مرتجلاً، ولا بدّ أن يكون له ما وراءه وما أمامه...
كان الرجل، أيامها، يريد استمرار استنفار شعبه في ما كان يسمّيه حربه ضدّ الإرهاب، وكان الإسلام السياسي عدواً أوّل للإدارة الأميركية، ولفظة “فاشية” التي استعملها الرئيس اليميني تعني الكثير، وعلينا أن نتذكّر أنّ ذلك المنطق كان يسود أغلب دول الغرب، وكانت الاستراتيجية “الدولية” المحاربة والقضاء على هذا العدو التاريخي.
نتذكّر هذا المشهد، الذي كان في وقت قريب نسبياً، ونحن نتابع الأخبار التي تأتينا يومياً عن اجتماعات معلنة على رؤوس الأشهاد، وأخرى سرية وراء الأبواب المغلقة، بين مبعوثين ومسؤولين غربيين ومسؤولين في حركات الإسلام السياسي.
تُرى ما الذي تغيّر خلال هذه السنوات السبع، أهو الغرب الذي صار أكثر منطقية وعملية؟ أم هو الإسلام السياسي الذي إقترب أكثر من الواقع، وأعاد تقويم الأمور؟ أم سؤالان برسم الإجابة!