من هو رئيس مصر المقبل ؟!

تم نشره الأربعاء 09 أيّار / مايو 2012 03:42 صباحاً
من هو رئيس مصر المقبل ؟!
عريب الرنتاوي

من بين مرشحي الرئاسة المصرية الثلاثة عشر، يحتل اثنان من “فلول” النظام السابق، الموْقعين الأول والثالث، وبثبات، وفقاً لآخر استطلاعات للرأي العام المصري، أجراها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية...عمرو موسى (39 بالمائة) يواصل تصدره لائحة المترشحين، وبفارق 15 نقطة عن صاحب الموقع الثاني، عضو مكتب الإرشاد السابق للإخوان المسلمين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (24 بالمائة)...وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق (17 بالمائة).

مرشح الإخوان المسلمين، رئيس حزب التنمية والعدالة محمود مرسي، حلّ رابعاً في الاستطلاع الأخير، وبنسبة من الأصوات لم تتعد السبعة بالمائة، ما حدا به إلى شنّ هجوم لاذع على مركز الأهرام، مشككاً بصحة استطلاعات المركز ونزاهة إستنتاجاته.

أياً تكن درجة الخطأ والصواب، النزاهة والإنحياز في استطلاعات مركز الأهرام...فإن هذه الأرقام، المتحركة كالرمال، يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار، فهي وإن لم تكن دقيقة مائة بالمائة، إلا أنها تعطي مؤشرات على أوزان المرشحين وحظوظهم وفرصهم المستقبلية، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنها أرقام متحركة، تماما كرمال الصحراء وكثبانها كما أشرنا من قبل.

عمرو موسى ما زال في الصدارة، وهذا صحيح...لكن الصحيح كذلك، ووفقاً للمصدر ذاته، أن شعبية الرجل عرضة للتآكل، فهو خسر نقطتين في غضون أسبوع واحد، ولا ندري إن كان ذلك عائد لتراجع في شعبية الرجل، أم أن قسماً من الجمهور المتردد، الذي ما زال واقفاً في المنطقة الرمادية بين المترشحين ولم يحسم خياراته بعد، قد عقد العزم، واتخذ قراره بشأن مرشحة لرئاسة الجمهورية.

في المقابل، نجم أحمد شفيق صعد بعد السماح له بالمشاركة في الإنتخابات، وسجل في أسبوع واحد، خمس نقاط لصالحه، ليحتل المرتبة الثالثة وبفارق عشر نقاط عن المرشح الرابع، مرشح الإخوان، الذي يعزز بدوره حظوظه الانتخابية، ويسجل هو الآخر، ثلاث نقاط ونصف النقطة لصالحه في أسبوع واحد، متجاوزاً المرشح الناصري حمدين صباحي الذي بالكاد يحظى بسبعة بالمائة من أصوات الناخبين غير المترددين.

بخلاف هؤلاء، لا مرشح جديا يذكر بين قائمة الـ”13”....والأرجح أن المنافسة ستستقر بين هؤلاء...وربما مع تقدم الأيام واقتراب موعد الاستحقاق، تتراجع فرص صباحي، وتنحصر المنافسة بين أربعة مترشحين فقط، إثنان من “الفلول”، عمرو موسى وأحمد شفيق، يحصد أحدهما من حقل الآخر...وإثنان من الإخوان، حالي وسابق، محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح يتنافسان لكسب تأييد القاعدة الإنتخابية ذاته.

بين عمرو موسى وأحمد شفيق، تبدو الكفّة راجحة تماماً للأول على الثاني، وعمرو موسى قادر على استقطاب تأييد فئات شعبية، ليست مقتنعة تماماً بأنه ينتمي إلى معسكر “الفلول”، وهو بفهلوياته المعتادة، وبعض مواقفه (التي داسها بأقدامه وإنحيازاته المؤسفة للنظام وبعض عواصم الخليج النافذة)، ما زال قادراً على جذب التأييد وكسب المناصرة، وإذا ما وحدت “الفلول” صفوفها خلف عمرو موسى، فإن حظوظة بالرئاسة ستبدو عالية جداً، ولن يكون بمقدور لا أبو الفتوح ولا مرسي، على منافسته، منفردين.

وبين أبو الفتوح ومرسي، ثمة فجوة بيّنة، لا في “الشعبية” والتأييد والأوزان فحسب، بل وفي الشخصية و”الكارزما” والقدرة على استقطاب تأييد قطاعات تصويتيه غير إخوانية، وغير إسلامية، ودائماً لصالح أبو الفتوح الذي تقول التقارير أنه منافس قوي حتى لمحمد مرسي على قواعد الإخوان وشبابها...لكن إن ظل صدام المرشحين الإخوانيين على حاله، فلن يكون من المستبعد، أن يفلت عمرو موسى من بين هذه الشقوق ويظفر بكرسيّ الرئاسة الأولى.

بعيداً عن “الثأرية” و”الأنانية الحزبية”، فإن دعم الإخوان المسلمين للمرشح أبو الفتوح، هو الملاذ الأخير – ربما – لكسب المعركة الإنتخابية في مواجهة مرشحيّ “الفلول”...أما إن ظل الإخوان على عنادهم، فإنهم قد يجدون أنفسهم مضطرين للمقامرة، لا بخسارة الإنتخابات الرئاسية فحسب، بل وفي تدمير فرص مرشح إسلامي قريب منهم وكان حتى الأمس القريب، في عداد قيادتهم الأولى، للظفر بالاستحقاق الإنتخابي.

هناك مرشحين آخرين، يمكن أن توفر إنسحاباتهم والتحاقهم بحملات المرشحين الأوفر حظاً والأكثر حظوة عند الناس، أن تبدّل وتعدّل في موازين القوى، وقد ننتهي إلى جولة ثانية، نجماها على الأرجح عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، ومن الحكمة أن تفكر قوى المعارضة والحراكات والثورة، بمن فيها جماعة الإخوان المسلمين، بالتخلي عن “أنانيتها” ونزوعها للهيمنة والاستئثار، وأن تلتقي خلف مرشح توافقي واحد، حتى لا تعود “الفلول” إلى السلطة من الشباك، بعد أن خرجت منها من الباب.

يجدر أن نؤكد في ختام هذه العجالة، على ما كنّا قد بدأنا به من إشارة “للأرقام المتحركة”...وأن نلفت إلى أن كتلة مصرية كبيرة، ما زالت مترددة ولم تحسم خياراتها بعد، وهي كفيلة إن أقبلت بكثافة على التصويت في يوم الإقتراع، أن تقلب هذه التوقعات رأساً على عقب، والمسألة هنا لا علاقة بصحة الإستطلاعات، بل بحراك الجمهور والناخبين والمرشحين، وقرار اللحظة الأخيرة، للناخب (والناخبة) المصري.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات